تقول هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، إن استهلاك السعودي للكهرباء أعلى من المعدل العالمي، ومع ذلك يعذرون السعوديين، حيث يقولون، إن الفرد السعودي لا يتحمّل المسؤولية الأولى في زيادة حجم الاستهلاك؛ إذ إن غياب المعايير الخاصة في تصميم المنازل، وعدم وجود شروط خاصة بالعزل الحراري وغيرها تأتي من ضمن اختصاص الجهات المسؤولة. الهيئة بهذا التعميم تحاول الخروج من مشكلاتها لترمي باللوم على المستهلك، والمقاولين، والعزل الحراري، وتنسى مسؤوليتها تجاه استهلاك النفط المكلف في إنتاج الطاقة! بلغ حجم استهلاك الطاقة الكهربائية عندنا 56 ألف ميجاوات، بزيادة 4000 ميجاوات عن العام الماضي، وبنسبة تقدر ب8%، يعني لو استمرت هذه الزيادة السنوية فسوف نكون من أكثر الدول استهلاكًا للكهرباء، ويتوقع أن يساهم التنويع الاقتصادي في زيادة حصة القطاع الصناعي من استهلاك الكهرباء. كيف ننتج الكهرباء؟ تقوم المملكة حاليًّا باستخدام الغاز الطبيعي لإنتاج 46.2% من الكهرباء فقط، حيث أسهم في توليد 53.8 في المائة من الكهرباء المنتجة عام 2010، حسب تقديرات منظمة الطاقة العالمية، مع نسبة تكاد لا تذكر من مساهمة الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، ومستقبلاً الطاقة النووية، بالرغم أنه على مستوى المعدلات العالمية، تراجعت حصة النفط في توليد الطاقة الكهربائية من 24.7 في المائة عام 1973 إلى 4.6 في المائة من إجمالي الوقود المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، يعني نحن نستخدم النفط في إنتاج الطاقة عشرة أضعاف المعدلات العالمية! الانخفاض في استخدام النفط لتوليد الكهرباء يعود بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره، وحيث ارتفعت تكاليفه عدة أضعاف مقارنةً بأنواع الوقود الأخرى، واليوم تُعدُّ السعودية أكبر دولة في العالم استخدامًا للنفط لتوليد الكهرباء، في حين توقفت معظم شركات الكهرباء في دول العالم عن استخدام النفط ومنتجاته كوقود أساسي في محطات التوليد، ويتم في معظم الأحيان الاقتصار على استخدامه كوقود ثانوي، أو عند الطوارئ، أمّا في المملكة فتستخدم الشركة السعودية للكهرباء النفط ومنتجاته بشكل موسع. إذن يا هيئة الكهرباء، اتركونا من العزل الآن، وتعالوا نتحدث عن خطتكم الإستراتيجية لتقليل الاعتماد على النفط المكلف والناضب في إنتاج الطاقة.