اتفقنا – أو لابد أن نتفق – أن الطالب هو محور العملية التعليمية , وهذا يعني أن كل من يعمل في الجامعة وكل ماهو موجود في الجامعة من خدمات إنما وُجدت لتكون في خدمة الطالب . إلا أن الكثير من الطلاب يجهلون وجود تلك الخدمات الجامعية و كيف يستخدمونها بل إنهم في بعض الأحيان إن علموا بوجودها يظنون أنها موجودة لغيرهم من منسوبي الجامعة, ومن الأمثلة الصارخة على ذلك مكتبات الجامعة سواء المركزية منها أو المتخصصة . عُقد الأسبوع الماضي بجامعة طيبة , اجتماع عمداء المكتبات وكان نقاشهم يدور حول اشتراكات الكتب الإلكترونية وقواعد المعلومات ، و آلية لحفظ الرسائل الجامعية ، و مبادرة تبادل أوعية المعلومات . . الخ . وكنت أتمنى أن قدّم كل عميد للإجتماع إحصائية لعدد زوار مكتباته من الطلاب في كل مراحلهم وتخصصاتهم وماهي الخدمات التي طلبوها والخدمات التي قُدّمت لهم ! , أُخمّن أن النتائج ستكون صاعقة ومُحبطة لهم ولنا جميعا . لاشك أن هناك عوامل عدّة تكاتفت على صرف نظر الطالب عن ارتياد المكتبة - بخلاف ماتشهده المكتبات بالجامعات الغربية - فالطالب في التعليم العام لاعلاقة له البتّة بمكتبة المدرسة إلا فيما ندر , وفي الجامعة لايُعّرف في أسبوعه الأول على المكتبة , ويزداد الأمر سوءا فلا يعمل أستاذه على ربط طلابه بالمكتبة والبحث في مصادرها فهو إما أن يحيلهم إلى مذكرات مطبوعة تباع في متاجر المذكرات أو يجبرهم على شراء كتاب ألّفه خصيصا ليُسوّقه, وإن كلفهم ببحوث ( نظرية ) فما أسرع أن يذهبوا الى تلك المتاجر ليشتروها جاهزة ( مطبوعة ومجلّدة!!) . أتمنى أن تعمل الجامعات على وضع تصور واضح في كيفية جذب طلابها وطالباتها لارتياد المكتبة واستخدام كل خدماتها وأن يصبح ذلك جزءا أصيلا من مقررات الطلاب الدراسية .أما الجامعات البريطانية والأمريكية فقد استحدث بعضها خدمة ( one stop shop ) وفيها تقدم كافة الخدمات الطلابية التي يحتاجها الطلاب بما فيها التسجيل والحذف والإضافة والتسجيل في الأنشطة الرياضية والإجتماعية وشراء القسائم والكوبونات ومقابلة مرشديهم بالإضافة لكل الخدمات المكتبية كاملة وتم تجميع كل تلك الخدمات في مقدمة المكتبة ومداخلها. ولقد زرت العديد من تلك المرافق هناك وأذهلني الكمّ الكبير لطلاب الجامعة في المكتبة وحولها ومدى إرتياحهم لذلك التجمع الخدمي في محيط المكتبة. إنني أدعو سعادة عمداء المكتبات والمهتمين من قيادات الجامعة لزيارة تلك المرافق والإفادة منها بل وإنني أرجوهم أن ينظروا إلى حاجات طلابهم بواقعية وأن يجعلوا من المكتبات مكانا يستمتع الطلاب والطالبات بقضاء جُلّ أوقاتهم فيها , بعد أن ينتهوا من محاضراتهم ومعاملهم .. وبالله التوفيق . * وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة [email protected]