لا يشعر المصري بأدنى غربة في جدة، شأنه في ذلك شأن اليمني والأرتيري واللبناني ومعظم الجاليات العربية. وإذا كان قلب جدة يسع الجميع، فإن مقاهيها تنشر الألفة في شرايين أبناء الجاليات، قبل أن تكون مجرد واحد شاي واثنين قهوة. في «قهوة عدن» كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساءً حيث تبرزأحاديث الندامى تارة، و قرع طاولات (الضومنة) في كل الأحيان، تعقبها ضحكات ونكات تطلق هنا وهناك، وثمة أصوات في الجانب الآخر لنشرات الأخبار في القنوات الفضائية. ويقدم المقهى لزواره بعض الأكلات الشعبية اليمنية لمختلف محافظات الجمهورية، سواء الفطائر، أو الإيدامات، والكعك، إضافة إلى الشاي العدني الشهير، حيث تقوم العمالة اليمنية القائمة في المقهى بتجهيز وتحضير تلك الأكلات. وفي «مقهى المصريين» ببني مالك، يجتمع معظم أبناء الجالية المصرية بجدة، بشكل شبه يومي، ويقول علاء أحمد (58عامًا): نأتي إلى هذه القهوة التي تذكرنا بمقاهي مصرالقديمة. وفي (المقهى الإرتري) في شارع الستين بجدة، تناولنا بعض الوجبات التي يتميز بها المطبخ الإرتري كالزقني والإنجيرا.