يقول مراقبون: «إن من أهم إنجازات الرئيس مرسي بقراراته الأخيرة، توحيد شمل المعارضة الوطنية الليبرالية لأول مرة منذ الإطاحة بنظام مبارك»، وترى جبهة الإنقاذ الوطني، إنه لا خريطة واضحة للسياسة المصرية في عهد الرئيس «مرسي» تستطيع من خلالها تحديد ملامح الطريق الذي تسير فيه، لكي يعرف الجميع إلى أين تذهب مصر. رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب وصف ما يحدث في الشارع المصري بأنه ثورة ضد جماعة الإخوان، والرئيس «مرسي» الذي يمثل أحد أقطابها، مؤكدًا أن الجماهير لن تعود لمنازلها إلاّ بعد إسقاط هذا النظام. فيما انتقد منسق الجمعية الوطنية للتغيير أحمد بهاء الدين شعبان استمرار الرئيس «مرسي» في إهدار فرص التوافق الشعبي والاجتماعي، وتهديد الشعب المصري بين حين وآخر بأشياء بالغة الخطورة مثل: التخوف من حرق الوطن، وما شابه ذلك، واصفًا ذلك بالبلطجة السياسية، التي لن يقبلها الشعب. وحمّل شعبان جماعة الإخوان مسؤولية دخول البلاد في حالة تشرذم وتفكك نتيجة الدستور الجديد، مؤكدًا أن الحل الوحيد يتمثل في توحد وتكاتف القوى الوطنية والأحزاب السياسية بمختلف انتماءاتها الليبرالية والاشتراكية والحركات الاحتجاجية من أجل صد العدوان الذي يتعرض له الوطن من التيارات الإسلامية المختلفة. في السياق نفسه قال الناشط الليبرالي ياسر خليل: «إن هناك شبه اتفاق بين القوى المدنية والليبرالية على استمرار التصعيد والاعتصامات في الميادين إلى حين تحقيق كافة المطالب بإلغاء الاستفتاء، والتوافق على دستور يرضي جميع المصريين». بينما يري منتصر الزيات المحامي ورئيس منتدى الوسطية في مصر التسارع في وتيرة المليونيات في ظل انقسام الشارع المصري بشكل غير مسبوق، ما بين تيارات مدنية تعارض الإعلان الدستوري، وما تلاه من إجراءات وقرار بالاستفتاء على الدستور، وتيار إسلامي يدعم كل قرارات وإعلانات الرئيس هو الذي أوجد الظاهرة التي نطلق عليها الآن حرب المليونيات. فقد أدّى تعمّد التيار الإسلامي تحويل الخلاف السياسي مع التيار المدني إلى خلاف حول الشريعة الإسلامية، وفي نفس الوقت عدم اكتراث التيار الليبرالي بغلبة التيار الإسلامي، والاستهانة به إلى تعمّق الخلاف، ودخول الطرفين في مباراة بدت صفرية، أي أن مكسب أيٍّ من طرفيها يعني خسارة للطرف الآخر. ويقول خالد سعيد المتحدث الرسمي للجبهة السلفية: «إن المليونيات باتت ضرورة؛ لأن الفريق الآخر يمتلك الإعلام، ويحاول أن يثبت أن له الغلبة الشعبية، وطالبناه باللجوء إلى الصناديق، وهم يدركون أن الصنايق ستأتي لصالح التيار الإسلامي». بينما قال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين: «إن مليونية الشريعة والشرعية أثبتت قوة التيار الإسلامي في الشارع، وجاءت ردًّا قويًّا على مظاهرات التحرير، المعارضة لقرارات رئيس الجمهورية». وقال الدكتور علي عزالدين، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: «الحشود المشاركة في المليونية أكدت اتجاه الرأي نحو تأييد الرئيس، مؤكدًا أن حشد الإسلاميين أعدادًا كبيرة حق مكفول لهم، مثل كل المصريين الذين يتظاهرون فى مختلف الميادين». وقال الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور: «إن خروج الإسلاميين في مليونيات أحيانًا يكون ضرورة، وأحيانًا لا يكون له ضرورة، مؤكدًا أن معظم الشعب المصري يؤيد قرارات (مرسي)».