بدأت أمانة جدة تجربة فصل النفايات (القمائم) في أحياء مدينة جدة مبتدئة بحي المسرة. وهذه طريقة عالمية ذات مردود استثماري يقدر بالمليارات، بالإضافة إلى جوانبها البيئية والسكانية والإنسانية التي لا تقدر بثمن. وإن كانت هذه التجربة – حسب علمي – هي الأولى على مستوى أمانات المدن بالمملكة، إلا أن الريادة وتطبيقها الفعلي الناجح كان منذ حوالي عقدين من الزمان في مقر شركة أرامكو وأحيائها السكنية بالظهران. ورغم أن تطبيق فصل النفايات بأحياء المدن، هو من التطلعات للوصول إلى المستويات الحضارية بالعالم الأول، إلا أن وضع ومستوى نظافة أحياء مدينة جدة حالياً مزرٍ حتى على مستويات العالم الثالث، ولا يليق بهذه المدينة التجارية الهامة. إن هذه مدينة يفد إليها الرؤساء والزعماء، والوفود التجارية والصناعية، ويسكنها الملك – حفظه الله – وحكومته ما يقرب من نصف العام، وتعقد المؤتمرات السياسية والاقتصادية فيها؛ فلا يليق أن تكون بمثل وضعها الحالي المتردي من سوء النظافة المعيبة. الأحياء الفقيرة يعرف بؤسها وتردي نظافتها كل الناس. والأحياء الغنية التي يسكنها الوزراء والسفراء وذوو الجاه والغنى لم تسلم هي أيضاً. لقد شملتها مآسي حاويات النظافة المتكدسة، والشوارع القذرة،والحفر، وعدم التنسيق،وغيره مما لا يحصى. لا يجحد إلا غامط، بأن لدى أمانة جدة من المهام والأعباء والمسؤوليات ما يعجز عن حمله كثيرون. بيد أن الذي يعوّل عليه ويُحاسب، ويُلتفت إليه ويراقب، هو الأولويات ومدى تأثير إهمالها على البيئة والمجتمع، أو ما أنجزمنها،لصحة جيدة ومعيشة هانئة.وليس من المنطق أو العقل أن نعيش الأحلام، ونرسم الخيال – حتى ولو كان مطلوباً–ونترك أولوياتنا الحياتية العاجلة، ومشكلاتنا الملحة. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]