يرعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدا لعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة اليوم السبت فعاليات إطلاق مشروع فرز النفايات من المصدر والذي يعد أول مشروع حكومي من نوعه على مستوى المدن السعودية لجمع النفايات لإعادة تدويرها حيث تم اختيار حي المسرة في محافظة جدة للبدء في تطبيق المشروع على ارض الواقع . ويحضر فعاليات بدا مشروع فرز النفايات الذي تنفذه أمانة مدينة جدة بالتعاون مع الجمعية السعودية للبيئة من المصدر صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبدا لعزيز المدير التنفيذي للجمعية السعودية للبيئة ومعالي أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو رأس ونائبة المدير التنفيذي للجمعية والناشطة في مجال البيئة الدكتورة ماجدة أبو رأس وعدد من الخبراء والمهتمين بالشأن البيئي وتم اختيار حي الفيحاء وحي مسرة كمرحلة أولى ثم يعمم على كافة الإحياء . وتأتي مدينة جدة واحدة من أهم المدن السعودية المنتجة للنفايات بحكم اتساعها وامتدادها حيث بلغ حجم النفايات السنوي وفق تقديرات غير رسمية بنحو 2مليون طن سنويا أي بمعدل يومي يتجاوز 7 ألاف طن يوميا متعديا المعيار العالمي . وأطلق معالي آمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو رأس مشروعات تدوير النفايات في المدن السعودية مسمى «الذهب المفقود»، مشيرا إلى أن مليارات الدولارات تذهب دون الاستفادة منها بشكل فعلي، ناهيك عن أضرار هذه النفايات على الاقتصاد الوطني في حالة عدم تدويرها بالشكل السليم مشددا على أن إلى الشروع في إنشاء مصانع كبيرة لتدوير النفايات في المدن السعودية يعد رافدا من روافد الاقتصاد الوطني . وشدد معالي آمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو رأس أهمية مشروع فرز النفايات من المصدر الذي يعد واحدا من أهم المشروعات الحضارية التي تعمل على حماية البيئة والمحافظة عليها من التدهور والتلوث البيئي مشيرا إلى العالم اليوم يشهده مشروعات متعددة للتحول إلى الاستفادة من النفايات بإعادة تدويرها . وقال أن الحاجة إلى مشروع فرز النفايات من المصدر تتضمن إجراء الفرز الأولي من المصدر بمعرفة السكان وتخصيص حاويات مميزة ومخصصة لتجميع نوع واحد من أنواع النفايات . وأكد أبو رأس أن المشروع يعد ضرورة ملحة لما فيه من فوائد اقتصادية و بيئة والهادفة إلى توفير لمصادر الطاقة الطبيعية اقتصاديا و الحفظ علي البيئة و تقليل حجم المرادم و كذلك منع ظاهرة النبش من حاويات القمامة المنتشرة في كافة أنحاء جدة وأشار إلى أن تعاون أمانة مدينة جدة و جمعية البيئة السعودية في مساندة و تفعيله أمر جيد يحسب لكل من الجمعية والأمانة وإضافة جديدة إلى انجازاتهم الحالية و المستقبلية في تحقيق هدف أمانة محافظة جدة في الحفاظ على البيئة في المدن السعودية . وأشار إلى أن أمانة جدة تمضي قدما نحو عمليات الفرز الأولي المتمثلة في مشروع أمانة جدة الفرز من المصدر كبداية نحو الوصول إلى الاستفادة من النفايات واستثمارها مفيدا أن «الاستثمار في إنشاء مصانع تدوير النفايات التي قد تصل الأرقام فيها للمليارات خاصة وان مدينة جدة تمثل ثروة وطنية ضخمة جدا من النفايات في حالة تدويرها ، ناهيك بالأطنان الأخرى من الحديد والزجاج والأخشاب والورق والإنتاج العضوي وما إلى ذلك . وقال الدكتور هاني أبو رأس أن مشروع فرز النفايات من المصدر يمكن تطبيقه في حالة نجاح التجربة في حي المسرة شمال جدة وحي الفيحاء جنوبها في كل أحياء مدينة جدة وبالتالي في المدن السعودية الأخرى للوصول إلى مشروعات ومصانع يتم فيها تدوير كل النفايات في السعودية والحصول على عائدات مادية منها لتصب في مصلحة الاقتصاد الوطني . وأضاف معالي آمين مدينة جدة أن المجتمعات المتحضرة أولت مشاكل البيئة اهتمامها وتعالت صيحات المدافعين عن الأرض والبيئة لوقف نزيف الموارد والمصادر الطبيعية وازدادت هذه الصيحات حتى كانت الدعوة إلى يوم الأرض عام 1970م وظهور جيل يرى أن قمة المدنية والحضارة والتقدم يعتمد على مفردات جديدة منها النظام البيئي الاحتباس الحراري ثقب الأوزون وتدوير النفايات وتعلق الجميع تدوير النفايات رغبة في التكفير عن الذنب في حق كوكب الأرض . من جهتها قالت المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية ماجدة أبو رأس أن جمعية البيئة السعودية منذ إنشائها تعمل دائما علي تأسيس وتفعيل برامج التوعية والتثقيف البيئي لتطوير المعارف المتعلقة بمكونات البيئة, و بالواقع البيئي السعودي, وبالقضايا المتعلقة بها مبينة أن الخبراء والمتخصصين في مجال تدوير النفايات قدروا أن المدن السعودية تهدر سنويا ما لا يقل عن 40 مليار ريال بسبب عدم الاستفادة من مئات الأطنان من النفايات التي تهدر من دون تدويرها والاستفادة منها بشكل أفضل، في الوقت الذي تتسابق الشركات في دول العالم على تدوير هذه النفايات والخروج بمكاسب عدة منها .ولفتت إلى أن مشروع فرز النفايات من المصدر هو جزء من مشروعات متعددة تقوم الجمعية بتنفيذها مع القطاعات المهتمة بالبيئة والمحافظة عليها وخلق فرص التعاون من خلال البرنامج الوطني بيئتي وطن اخضر علم اخضر . وأكدت أن الجمعية جمعت 400 سيدة في حي مسرة أول حي حي في مدينة جدة يطبق فيها مشروع فرز النفايات من المصدر وإقامة ورشة عمل تدريبية وتثقيفية لبث وغرس ثقافة المشروع لدى السيدات وأبناء وبنات الحي إلى جانب تعميم الفكرة و إرسال عينات من مراكز الفرز علي مدارس الحس البيئي داخل مدينة جدة لتوجيه الصغار بالسمات الايجابية و تعودهم علي نهج هذه الفكرة منذ الصغر . وأشارت أن الدول العربية تنفق 2.5 مليار دولار سنويا لمقاومة الأضرار الناتجة عن ألف و353 مليون طن من المخلفات الحيوانية و196 مليون طن من المخلفات الزراعية مقابل18 ألفاً و870 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، مضيفة أن ما يتم جمعه من هذه المخلفات لا يتجاوز 50 في المائة من حجمها،. وبينت أن الاستثمارات العربية في مجال تدوير النفايات التي وصفتها بالمتواضعة ولا تتجاوز مائتي مليون دولار، مقارنة بحجم الاستثمار في الولاياتالمتحدة الذي يمثل 28 % من إجمالي الاستثمار الصناعي، و23 % في بريطانيا و35 % في ألمانيا. ولفتت إلى أن إحصاءات غير رسمية قدرت قيمة تدوير النفايات في المدن السعودية تتراوح بين 36 مليار ريال (9.6 مليار دولار) و40 مليار ريال (10.6 مليار دولار)، في الوقت الذي تحتاج فيه هذه المدن إلى مصانع أكثر لتلبية عمليات تدوير النفايات وأكدت أنه «لو لم تكن هناك عائدات اقتصادية كبيرة لما توجه الغرب نحو الاستثمار في تدوير النفايات ، وبعض الدول تعتمد بشكل كامل على التدوير وتبني استراتيجياتها الاقتصادية انطلاقا منه، وهذا مؤشر على أنها باتت مشاريع ناجحة. من جهته قال مدير عام الإدارة المركزية للنظافة في أمانة جدة المهندس سامي خلاف أن مشروع فرز النفايات من المصدر يعد ضرورة ملحة لما فيه من فوائد اقتصادية لافتا إلى أن الإدارة العامة للنظافة بأمانة جدة قامت بجهود موفقة لتنفيذ هذا البرنامج وفق الخطة المعدة حيث قامت بتوزيع مراكز الفرز المصنوعة من مادة الفبر جلاس الغير قابلة للكسر والمضادة للحريق والمغلقة بإحكام لمنع دخول الحشرات وعدم تكاثر البكتيرية والطحالب إلى جانب عدم تسرب الروائح أمام المنازل والحدائق والمساجد مشددا على أن المشروع سيعمل على أعادة استرجاع القوارير الزجاجية لصناعات أخرى واسترجاع المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب وأكياس وبعض أنواع الملابس واسترجاع الورق من مجلات وجرائد لصناعة ورق الكرتون إضافة إلى استرجاع مواد الألمنيوم إلى ورق ألمنيوم للتغليف وصناعة بعض قطع غيار السيارات واسترجاع الفولاذ إلى بعض مركبات السيارات وتعليب العصريات والمشروبات . وأفاد خلاف أن أمانة جدة توفر أكياس خاصة وزعت بدون مقابل على المنازل والمباني السكنية بكميات مناسبة لعملية الفرز موضحا أن نجاح مشروع الفرز يتوقف على المواطنين في الدرجة الأولى من داخل المنزل عن طريق فصل النفايات القابلة للتدوير عن بعضها البعض ويخصص لكل نوع من النفايات لون كيس مختلف عن الآخر فالأكياس ذات اللون الأسود خصصت للنفايات المنزلية العضوية الغير قابلة للتدوير والأكياس الحمراء للنفايات القابلة للتدوير للعبوات المعدنية والزجاجية والأكياس ذات اللون الأخضر للنفايات القابلة للتدوير من البلاستيك والنايلون والأكياس الزرقاء للنفايات القابلة للتدوير من الورق والكرتون وأكياس محلات الأزياء والموضة مبينا ان سيارات خاصة تمر على كل المنازل لجمع النفايات وفق ما تم الاتفاق عليه في المشروع . كما أكد مساعد مدير عام النظافة في أمانة جدة المهندس أيمن الزهراني أهمية وجود الوعي الحضاري البيئي» بالنسبة للمشروع من اجل تطبيقه ، مبينا أن «استغلال النفايات بوضعها الحالي أمر مزعج لكل الجهات الراغبة في الاستثمار، وغالبية رجال الأعمال يقوموا بالابتعاد عن هذا الاستثمار داخليا والتحرك عالميا للاستثمار نظرا لعدم وجود قطاعات للفرز. ولفت إلى أن مشروع أمانة جدة الفرز من المصدر الذي يعد أول تجربة حكومية سيزيل كل تلك العوائق التي كانت تقف ضد الاستثمار في هذا الجانب مؤكدا إن «عملية الفرز في المصدر عملية ضرورية لإنجاح صناعة التدوير لأن الفرز في المصنع أمر مكلف اقتصاديا وقد يتسبب في إفشال المشروع الاستثماري ككل وذلك لأن النفايات التي يتم تجميعها بالطريقة الحالية تكون ملوثة وهذا ما يؤدي إلى صعوبة فصلها فتكون النفايات التي يتم تجميعها بالطريقة الحالية ملوثة وهذا ما يؤدي إلى صعوبة فصلها إلى المكونات المختلفة مما يؤدي إلى نقص الكميات التي من الممكن الاستفادة منها. وأضاف الزهراني أن دراسة اقتصادية صادرة من جامعة الدول العربية قدرت حجم خسائر الدول العربية الناجم عن تجاهل إعادة تدوير النفايات بنحو 20 مليار دولار مضيفا أن كمية المخلفات في الوطن العربي تكفي لاستخراج 14 مليون طن من الورق تبلغ قيمتها مليارين و145 مليون دولار، كما تكفي لإنتاج 1.8 مليون طن حديد خردة بقيمة 135مليون دولار بالإضافة لحوالي 75 ألف طن بلاستيك قيمتها 1.4 مليار دولار.