لم يكن يدر بخلد الكثيرين أن تظهر اتهامات رشوة جديدة في الوسط الرياضي وذلك لأن ممارسة الرياضة ينبغي أن تكون تنافسية وتحسم داخل الملعب نتائجها لكن أن يكون هناك تخاذل مرده إلى الحصول على رشوة فهذه مسألة فيها نظر تخرج الرياضة عن مفهومها الصحيح،وهي الثانية التي يعلن عنها في الوسط الرياضي في فترة وجيزة، ومن وجهة نظري أن اتهامات الرشوة التي ظهرت مؤخرًا هي حتى الآن شائعة حتى تثبت، لأنها قضية ليست بسيطة،وربما تكون هذه الحادثة حديث مجالس ولم يتم تأكيدها من المعنيين بالأمر، فقد يظهر صاحب القضية الرئيس وينفي ذلك وتصبح كأن لم تكن عندما تبدأ التحقيقات حولها،ولكن مثل هذه القضية ينبغي الحسم فيها، واتضحت الجدية في ذلك من توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب بالتحقيق في الموضوع ويشكر على اهتمامه لأنها إذا تفشت لن تتوقف، فداء الرشوة داء مؤلم إذا تفشى في الوسط الرياضي سيؤثر فيه،مع أنها موجودة في مجتمعنا بصور عديدة وقد كشف بعض الشرفاء ممارسات من هذه الرشوة قدمت لهم وهم يعملون في أجهزة حكومية، أما الوسط الرياضي فكما يعلم الجميع أنها القضية الثانية التي تثار فيه، والأولى التي كان فيها اتهامات بالرشوة بين حارس نجران السابق العامري واللاعب الثقفي،ولكن القضية لا أدري هل أغلقت أم لا ويفترض أن التحقيق تم فيها ولكن كما علمت لم يتم إغلاقها،وربما كان عدم إغلاقها أدى إلى ظهور الاتهامات،وهي بوجهة نظري تعد اتهامات ما لم تثبت وقد ينكرها اللاعب وتدخل في منعطف جديد وينبغي أن لا تؤخذ الاتهامات جزافًا وأن لاتظهر إلا إذا تم التأكد منها، فقد يكون الإعلامي الذي سربها هدفه منها الإثارة فالتثبت والتبين مطلوب وهذا منهج قرآني أصيل. ومن المؤلم جدًا إن ثبتت أن يتحول التنافس الرياضي لدى فئة من الناس إلى ميدان لارتكاب جريمة الرشوة، وعلى الرياضي سواء كان لاعبا أو إداريا أن يبتعد عن هذه الممارسة ويكسب رزقه بالحلال، وينأى بنفسه عن الدخول في هذه الممارسة التي لن تزيده إلا بؤسا،وهي جريمة نتمنى أن تختفي من مجتمعنا ويربأ المسلم بدخوله فيها لأن فيها وعيدا شديدا من رب العالمين على لسان رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (لَعَنَ الله الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا) أخرجه الإمام أحمد والترمذي ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم «الرّاشي والمرتشي في النّار)..فالرشوة حرام بمصداق هذه الأحاديث في أي صورة كانت وبأي اسم سميت سواء قيل إنها هدية أو مكافأة أو غير ذلك فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات يأكلها آخذها سحتا وينعكس عليه شؤمها، والدولة وفقها الله تحاربها وتضع حوافز لمن يكشفها ورغم ذلك فهي متفشية في المجتمع نسأل الله أن يوفق المجتمع للقضاء على مثل هذه الظاهرة المتفشية فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه.