(الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).. قال الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك).. رواه الترمذي وابن ماجة وآخرون. في هذه الفترة سنلتقي نحن بنو آدم وبنات حواء بالكثير والكثير من إخوتنا وأخواتنا من أعراق مختلفة، وأجناس وأشكال لا حصر لها. ولكل فرد من هؤلاء طِباع جُبلت عليها ذواتهم أو اكتسبتها من مختلف المؤثرات كالمنزل والمدرسة والبيئة المحيطة وغيرها. ويقول أهل العلم أن الأرواح خُلقت قبل الأجساد وتعارفت ببعضها وتآلفت أو اختلفت في عالم الذر، فهي بذلك أجناس مجنسة وجموع مجمعة. لذلك نعاشر البعض معتقدين بأنّا منسجمون ونملك كيفية التعامل معهم.. ويأتي موقف أو فرصة لنكتشف أننا مخطئون. وآخرون نقابلهم للمرة الأولى فنبتسم دون شعور، ونرحب بهم، ونأنس بقربهم، ونشعر بأنّا عرفناهم منذ الأزل. ما أجمله من شعور حينما تتعرف على أحدهم وتتبادل معه حوار ونقاش في أمور مختلفة لتكتشف مدى قربه منك.. تتكلمان بنفس الطريقة.. وتهمسان بنفس الكلمات.. والأفكار متوحدة بين الاثنين.. ناهيك عن ذلك الإحساس العميق بالراحة النفسية والتي تبعث فيك الأمل والحياة والصفاء.. تقتحم عقلك وقلبك لتخبرك أن الدنيا مازالت بخير، وبإمكانك الثقة بأشباهك من البشر. طيف الأمل – جدة