الدكتورة سمر محمد عمر السقاف؛ هامة رفيعة لا تفتقر إلى تعريف، واسم موسوم في ذاكرة الطب السعودي، وقد بلغت علواً في القدر، وسمواً في الذكر في مجال الطب. سمر نجماً مضيئاً في سماء الحراك الطبي "علم التشريح والأجنة" في بلادي، والآن تعمل مديرة قسم البرامج الطبية والعلوم الصحية في الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أتاح لي هذا (الجوار الجغرافي) لقائها لأكون شاهدة على عصرها، وقد عمَّت أواصر المحبة المتينة بيننا، والنجاح الذي حققته أسرَّ وجداني الغض لسببين: - أحدهما المكانة المرموقة للمرأة في الطب، ومشاركتها بالمشرط الطبي في يمينها، والكتاب في يسارها لتعلو في سمو العلم والمعرفة. - أما السبب الثاني: لحالة الانبهار التي كانت تغشاني عند لقاء الأخت الدكتورة سمر السقاف، نجاحاتها وتألقها في العلم والمناصب، والتكريم وحده كافياً لإثارة نوازع مختلطة من الإعجاب الممزوج بها. وهناك أمر آخر، ارتبطت به ذاكرتي ووجداني بالدكتورة سمر السقاف، اصطحاب والدتها معها في المناسبات وتقديمها لنا بكل حب ومحبة، تلك المرأة العظيمة التي أنجبت سمر. غادرتنا الدكتورة سمر إلى أمريكا ساعيةً للاطمئنان على أحوال أصفيائها في ولايات أمريكا، تراعي شؤون طلابنا وطالباتنا في التخصصات الصحية، وكرمت على جهادها وتفانيها، ومنحت دكتوراه فخرية من "جامعة سينت جوزيف"، وشهادات تقديرية من "جامعة ايمورى" و"جامعة تفتس"، وكذلك من "جامعة ماساجوستس للصيدلة"، وحصلت على تكريم من "كلية ستيفن للتقني"، ومن كلية "ديمن"، في يوم المرأة العالمي 2012م، ويبقى التميز في الإنجاز والتقدير للمنجزين. سمر السقاف نعم الرمز لسمعة المرأة السعودية، ونعم الممثل لها داخل الوطن وخارجه. وبعد، ستظل سيرتها الحميدة تزيّن مسيرة التاريخ عطراً من الذكر الحسن في بلادي، لاهتماماتها المتنوعة في مجال الإدارة والجودة الشاملة والبيئة والتعليم الطبي والتخطيط الاستراتيجي. وستبقى أعمالها وجهودها وثيقة عرفان مهمة عن امرأة قدّمت فتقدمت، وعملت طامعةً في رضا الله مطمئنةً لما تحقق من عطاء وممتنةً لما لقيته في لغة الوفاء، تُوِّجت بشهادة الشكر والتكريم محليا وعالميا. سمر إنسانٌة متميزٌة؛ إذا سعت وإذا حكت وإذا عملت، فجمعت «الطريق والرفيق» في ثنائيةِ الوصلِ الجميل. [email protected]