ارتبط اسمُه (بمستشفي فقيه)؛ فما تزال إنجازاته في العلاج والتعليم الطبي مشهودة، وربما كان الطبيب الأكثر ذِكرًا والأوفر شُكرًا بين أقرانه في القطاع الخاص؛ لأنه مؤسس الصرح الطبي باقتدار في مرحلة البدايات الممتلئة بالعثار؛ سأسيح اليوم بذهن القارئ الكريم عن رمز من رموز بلادي الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه. الدكتور سليمان لتعدد مكوناته العلمية وخبراته الطبية تميزت شخصيته؛ فمن عيادته بمنطقة غزة، لمالك أكبر صرح طبي في شارع فلسطين بجدة، وقلة من تسعفهم إمكاناتهم لمثل هذا الطيف المتعدد الثري. إن الصرح الطبي تم تجهيزه بأحدث وأرقى المعدات والكوادر الفنية ليكون بداية لمستشفيات حديثة تقود عربة التطور الطبي في المملكة، فهو مزود بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة، التي تضاهي مثيلاتها في أعرق المراكز الطبية العالمية. الدكتور فقيه والطب صديقان لم يفترقا على مدى عقود، ظل يحطب بليل يجدف يمنة ويسرة، يتملكه الأمل، مجداف في يد ومشرط طبي في اليد الأخرى، فأبحر في مختلف الخدمات الطبية. ويحفزه الحنين فيواصل التجديف رغبة في الوصول لخدمة هذا الوطن. وكنت شاهدة على عصر الدكتور سليمان فقيه، ففي جولته على المرضى يتوقف ويتحدث مع المريض، ليهنَأَ بنتاجِ جهد وتخطيط لصورة مضيئة لعالم الطب في بلادي، التي تغنينا عن الدخول في جدل طويل حول الخدمة الطبية بوصفها ثمرة إنجاز يهدف إلى تحسين القطاع الصحي والتعليم الطبي، فأنشأ كلية الدكتور سليمان فقيه للتمريض والعلوم الطبية المعتمدة « «University of Ulster لتكون وجهًا حضاريًا لتعليم التمريض والعلوم الطبية. هنا يحصحص الحق ويميز الإنجاز؛ فلدينا في الأمة قامات وهامات ليس المهم هنا مفردات الثناء للدكتور سليمان فقيه؛ إذ يكفيه منّا الدعاء، غير أن استعادة الذاكرة لهذا النموذج المضيء لرموز من بلادي حافزٌ لمن شاء العمل في الظل حيث الصمت، وفي السر قبل الجهر من تسكن سيرتهم عقولنا قبل رفوف مكتباتنا؛ فهل سنكون قادرين على استدعاء سيرهم واستعادة أعمالهم؟، والظن أنهم جديرون برمزية القيمة التي بلغوها، يعني أن الكُتَّاب بحاجة إلى رصد سجلاتهم. [email protected]