منحت جامعة ساينت جوزيف بالولاياتالمتحدة في ولاية كونيتكت التي تعتبر من أقدم الجامعات في تعليم النساء، شهادة الدكتوراة الفخرية للدكتورة السعودية سمر السقاف تقديرا منها لدورها في خدمة تعليم المرأة في الثلاثين سنة الماضية، ومن المقرر أن تستلم الشهادة في مايو المقبل في حفل خاص. وقال رئيس جامعة سانت جوزيف الدكتورة باميلا تورت مان في خطاب موقع منه وجهه للدكتورة السقاف: "تركيزك على النهوض بالفرص المتاحة للمرأة يوازي دور الجامعة في تعزيزها، إضافة إلى ما تتحلون به من مسؤولية لاحتياجات المجتمع، وهو السمة المميزة لجامعتنا سانت جوزيف". كما يعتزم مستشفى جون هبوكنز العالمي ترشيح السقاف لجائزة نوبل للسلام العام المقبل وهي بالفعل رشحت ضمن قائمة مجلة ال100 الأكثر تأثيرا في العالم "top 100 business leadership on 2012". وتؤكد الدكتورة السقاف في حديثها مع "العربية.نت" فخرها بالفوز بالجائزة التي تعتبر أعلى تقدير عالمي حصلت عليه وتقول: "منحت الشهادة تكريما لخدماتي في تعليم الفتاة خلال الثلاثين عاما التي قضيتها في وزارة التعليم العالي، وهم قدروا هذه المجهودات إضافة لتاريخي في العمل الأكاديمي. الجائزة هي أعلى تقدير عالمي حصلت عليه". كما تشدد د.السقاف على أهمية التطور الذي طال الأطباء السعوديين بدخولهم في البرنامج للمرة الأولى، وتقول: "نحن أول دولة خليجية وثالث دولة عربية يحصل فيها أطباؤنا على رخصة ممارسه العمل الطبي من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهذا حدث عام 2011، إضافة للقبول الجديد حيث سطرت الملحقية تاريخا جديدا في قبول الأطباء للتدريب السريري (الزمالة الأمريكية) للأبواب التي فتحناها لإكمال الزمالة الطبية والذين تجاوز عددهم 1500 طبيب في مختلف التخصصات الطبية وكان يعتبر من الأحلام في السابق أن ندخل هذا الرقم من الأطباء في البرنامج، بينما كان في السابق يعدون على الأصابع أما البقية فيحصلون على البورد الكندي، والسبب ليس ضعف مستوى الطلاب السعوديين ولكن طول مدة التحضير لهذا البورد". وتتابع متحدثة عن عملها: "بدأت بعشرين اتفاقية والآن 185 اتفاقية مع أكثر من 60 مستشفى وجامعة، ولمست جامعة ساينت جوزيف الفرق الكبير بين ما كان في الماضي وما حدث في السنوات الثلاث الأخيرة بفتح هذه الأبواب والمجالات لأطباء لم يكونوا يعلموا عنها شيء". مضيفة "كل هذا كان جهدا علي أن اقوم بأكثر من 40 زيارة في السنة للجامعات الأمريكية واستقبل أكثر من 50 جامعة في الملحقية وأرسل أكثر من 10 آلاف إيميل في السنة كي أتواصل معهم.. كل هذه المجموعات التي أقوم بها مع فريق عمل متميز كانت تهدف لفتح الآفاق للأطباء السعوديين". وتكشف السقاف عن خطط لتوظيف الأطباء السعوديين حال انتهائهم من فترة التدريب مؤكدة أن هناك اتفاقيات مع وزارة الصحة لاستيعابهم بسرعة كي يساعدوا في تحسين مستوى الخدمات الصحية في السعودية، وتقول: "لدينا ثقة كبيرة في الطبيب السعودي أنه سيعود ويخدم بلده.. أيضا قمنا بإجراء وقائي وهو اتفاق مع الحكومة الأمريكية والبورد الأمريكي بحيث تنتهي تأشيرة الطالب حال انتهائه من الدراسة والحصول على البورد، ولا يستطيع العودة لأمريكا للعمل إلا بعد عامين". ولا تعتبر الدكتورة السقاف نفسها مغيبة محليا مقارنة بشهرتها ونجاحها العالمي ولكنها لا تخفي حلمها بالفوز بجائزة تقديرية كبيرة محليا توازي ما تناله من تقدير عالمي، وتقول: "أنا لست مغيبة محليا، فكنت عميدة قسم الطالبات سابقا وكنت عضوا في برنامج الأمان الأسري وحصلت على الكثير من شهادات التقدير المحلية. وتشدد على أن المجتمع يحتاج لأن يثق بالمرأة السعودية فقط.. وتضيف: كل ما تحتاجه المرأة السعودية أن يؤمن المجتمع بها وبقدراتها وأنها تستطيع".. وتتابع: تضايقني النظرة القاصرة لبعض فئات المجتمع ضد المرأة.. من يقول إنالمرأة لا يجب ألا أن تدير بيتها فقط يرد كلامه عليه.. لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية عندما أقفلت الأبواب في وجه ذهب إلى زوجته وأستشارها وعمر بن الخطاب وظف الصحابية الشفاء لتكون مراقبة على الأسواق والامثلة كتيرة ...يؤكد على دور المرأة في المجتمع والدين وضعها في مراتب عليا.. ومن يقول غير كذا فهو قصور في فهمة للتاريخ وعليه أن يقرأه بشكل أفضل". يذكر أن الدكتورة السقاف حاصلة على الدكتوراه في علم التشريح والأجنة من جامعة الملك سعود في الرياض سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب تتجاوز عدد صفحاتها ال22 صفحة تعج بالأنجازات والدورات والشهادات العالمية التي حصلت عليها، كما نجحت في أدخال الأطباء السعوديين في برنامج البورد الأمريكي الصعب والذي يسهم في تخريج أطباء ممتازين، وفتحت المجال لأكثر من 1500 طبيب سعودي في مختلف التخصصات للتدريب في أكبر المستشفيات الأمريكية، ولأجل هذا الهدف تزور الولاياتالمتحدة بجواز دبلوماسي خاص أكثر من 40 مرة في السنة لتلتقي خلال هذه الزيارات مع أكثر من 50 جامعة ومستشفى.