أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس أن تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد، وأنها قادرة على السير بعد الأسد، ورحب سموه في مؤتمر صحافي عقده في الرياض بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، مؤكدًا أن القرار ينبغي أن يشكل عاملًا مساعدًا للحل لا معطلًا له، وأن التعطيل الحقيقي يتمثل في غياب أفق الحل السياسي ورفض إسرائيل للحلول السلمية واستمرارها في بناء المزيد من المستوطنات. وفي رد على سؤال ل»المدينة» عما تتعرض له المملكة من هجمات إعلامية وشخصية، قال سموه: في الواقع تعودنا، وجلدنا أصبح سميكًا على أنه مهما عملنا سيكون هناك انتقاد، فنحن سائرون إن شاء الله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنية صافية وبمسؤولية كاملة، وبالتالي الانتقادات التي تحدث بين فترة وأخرى لا تهم بهذا الشأن. وفي سؤال آخر أيضا ل»المدينة» حول استضافة المملكة لقمة التنمية العربية الشهر المقبل، قال الفيصل: القمة تأتي في وقت دقيق وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتقلبات التي تحدث لا شك أنها تُثير التساؤلات الكثيرة، والقمة لا يمكن إلا أن تكون قادرة على أن تخدم مصلحة الدول العربية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية، نحن نعمل على ميثاق الجامعة الذي يجعلنا مسؤولين تجاه بعضنا البعض، ولا أشك أن القمة ستسعى إلى المؤازرة لأن تكون مفيدة في حل القضايا وخدمة المصالح المشتركة لهذه الدول في هذه الفترة بالذات التي نواجه فيها تحديات كبيرة مستقبلية، فنحن نجابه مشكلات داخلية وأمامنا العالم يتطور بشكل مذهل علمًا واقتصادًا وتطويرًا، فبالتالي على القمة أن تدرس هذا الملف بالدقة التي يجب أن تدرسها فيه، وتسخر الإمكانات التي تستطيعها للنهوض بعالمنا العربي من كبوته التي يعاني منها الآن. وعن اليمن، دعا وزير الخارجية اليمنيين بكل فئاتهم وأطيافهم إلى الاستجابة لجهود الحكومة اليمنية والانخراط في المؤتمر الوطني للحوار الشامل الذي يحتاجه اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى استكمالًا لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية والحفاظ على وحدتهم الوطنية والإقليمية وتحقيق أمنهم واستقرارهم وازدهارهم. وأبدى سموه أسفه الشديد لتدهور الوضع في سوريا سواء من جهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين أو من جهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن السورية وقال: نرى في تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد، ونأمل أن نشهد خطوة مماثلة نحو توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي بتعامله مع الشأن السوري من كافة جوانبه السياسية والأمنية والإنسانية، وستشارك المملكة في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في مراكش الأسبوع المقبل، وذلك في ظل حرصها على الدفع بالجهود الدولية في هذا الاتجاه. وعن رؤيته عن الوضع السوري وتخوف البعض من حدوث فوضى بعد سقوط النظام السوري، قال الفيصل: الأمل دائمًا موجود على أي حال، وأعتقد أن الائتلاف والمعارضة قادران على السير بعد الأسد، مبينًا أن المملكة تعترف بالائتلاف والمعارضة وبشرعيتها كممثلة للشعب السوري، وقال سموه: سوريا بعد الأسد، ستكون دولة تحافظ على وحدتها وتتعامل مع شعبها بالمساواة وهذا ضمن إطار برنامج العمل الذي طرحوه ولديهم مهمة هائلة لإعادة بناء سوريا. وردا على سؤال بشأن قلق المملكة عما يحدث من احتجاجات في دولتي الكويت والأردن، قال الفيصل: في الواقع أنا اعتقد -من دون التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول- أن الحس الوطني فيها هو الضمان لاستقرارها واستقلالها والشعوب ستنال حقوقها، والحكومات المجاورة بالأردن والكويت قادرة برجالاتها أن تحل ما يظهر لها من مشكلات داخلية. وفيما يتعلق ببناء المستوطنات الإسرائيلية وتأثيرها على عملية السلام، قال وزير الخارجية: إذا لم يحدث انسحاب من المستوطنات لن يتحقق حل الدولتين، فاسرائيل استولت على معظم اراضي الضفة الغربية، ودون الانسحاب من هذه الأراضي لا أعتقد أن هناك فرصة أو احتمال حل الدولتين. وأكد الأمير سعود الفيصل، فيما يخص الاحتجاجات التي تشهدها مصر بعد الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي أن هذا شأن داخلي، لا نتدخل فيه، وأي إجابة عن الأسئلة بهذا الخصوص تعد تدخلًا في الشأن الداخلي، لافتًا إلى أن المصريين أدرى بما هي احتياجات بلدهم في هذه الفترة. وحول تقييم دول الخليج العربي للموقف الروسي بشأن سوريا، قال: نحن في مجلس التعاون حريصون كل الحرص على علاقات دول المجلس مع روسيا، وإذا تغير الموقف الروسي فليس هناك شك أنه سيفتح الطريق لحل أساسي للمشكلة السورية، وإذا لم يتغير فستبقى المشكلة على ما هي عليه، أما إيران كونها جزءًا من الحل أو جزءًا من المشكلة لا أعتقد أن لها حلا والمقيمون للسياسة الإيرانية الحالية يستطيعون أن يقولوا إيران جزء من الحل في سوريا، عسى أن تتغير لأن تكون جزءًا من الحل لأنها دولة مهمة وكبيرة وموقفها سيكون له تأثير. وعن الخطوة التي ستتخذها المملكة بخصوص استمرار معاناة شعب الروهينجا، قال الفيصل: نحن سننسق مع إخواننا في الدول الإسلامية في هذا الشأن.