مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    رفاهية الاختيار    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيصل: سورية موجودة قبل "الأسد".. ولا خوف عليها من الفوضى
قلل من هجمات "الغنوشي": جلدنا أصبح "سميكا".. ومهما فعلنا فسننتقد
نشر في الوطن يوم 05 - 12 - 2012

سيطرت الأزمة السورية على مجريات المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس، في وقت قلل فيه وبشدة من المخاوف التي يحاول أن يثيرها البعض من إمكانية أن تدب الفوضى في سورية بعد رحيل "بشار الأسد"، مجددا التمسك بضرورة الانتقال السياسي للسلطة كخيار حتمي مع تزايد البطش اليومي الذي يتعرض له الشعب هناك. وحضرت مستجدات القضية الفلسطينية وبقوة في تفاصيل الإيجاز الصحفي الدوري للفيصل، وتحديدا بعد خطوة الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة، فيما دعا مجلس الأمن الدولي لأن يتعامل مع القرار ب"إيجابية"، وأن يستجيب لرأي الأغلبية الدولية في تعاطيه مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، محملا إسرائيل مسؤولية غياب أفق الحل السياسي للصراع.
ولم تغب تعقيدات الشأن اليمني عن مؤتمر الفيصل، في وقت دعا فيه اليمنيين للاستجابة لجهود الحكومة هناك والانخراط في المؤتمر الوطني للحوار الشامل استكمالا لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية.
وتعاطى وزير الخارجية في إجاباته على سؤالين حول الاحتجاجات التي شهدتها كل من الكويت والأردن، وما يحدث من مصر من تداعيات مع الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي، بشيء من الحذر، مؤكدا أن كل هذه الأمور تبقى في سياق "الشأن الداخلي".. التي لا يجوز التعليق عليها.
وعول الفيصل على القمة العربية التنموية التي ستشهدها الرياض الشهر المقبل، في أن تنهض بالعالم العربي من كبوته، فيما لم يعر الهجمات الإعلامية المنظمة التي تشن على المملكة، والتي كان آخرها ما قاله زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي، اهتماما، مؤكدا أن الرياض تعودت على مثل هذه الأمور وجلدها أصبح "سميكا" تجاه مثل هذه الانتقادات، وأنه مهما فعلت فستظل الانتقادات توجه لها.
9 أسئلة، كانت حصيلة ما طرحه الصحفيون السعوديون والأجانب على الفيصل في مؤتمر استغرق 24 دقيقة.
لا خوف من الفوضى في سورية
ولم يغب أمل الحل في سورية عن رؤية الفيصل لشكل الأزمة رغم التعقيدات التي تنتابها، مؤكدا أن توحد فصائل المعارضة هو أهم حدث تحقق خلال الفترة الأخيرة. وعلق على تساؤل حول رؤيته للأوضاع هناك بالقول "الأمل دائما موجود على كل حال. وأعتقد أن وحدة المعارضة الآن تحت سقف واحد واستمرار توحيد الفصائل الباقية هو أهم عنصر حدث في هذه الفترة الأخيرة". مؤكدا ضرورة استمرار مؤازرة المجتمع الدولي لهذا التوجه.
وأبدى وزير الخارجية استغرابه من استمرار انقسام الرؤى بين أعضاء مجلس الأمن. وقال "توحيد المعارضة شيء وتوحيد الموقف الدولي شيء آخر.. ومن الغريب أن يكون مجلس الأمن هو مكان تختلف فيه الرؤى، بمعني أن المجلس والدول الدائمة العضوية منحت هذه الديمومة لتكون ركيزة للحلول، لا أن تكون مصباً للنزاعات بين الدول الكبرى، فإذا ما وُحِّد الموقف الدولي في مجلس الأمن كما وحدت المعارضة فأنا أعتقد أن هذا سيكون فاتح باب خير لحل الأزمة في سورية". وقلل من شأن المخاوف المثارة حول "سورية ما بعد الأسد" واحتمالية نشوب الفوضى، وقال " التخوف ليس له محل، لأن جميع من اتحدوا تحت سقف المعارضة يؤكدون أنه لا خوف على الآخرين، وليس هناك رغبة في الانتقام أو متابعة الذين قاتلوا في هذه الحرب. وهذا أكدوه مرارا وتكرارا. والأمم المتحدة تستطيع أن تكون ليست فقط شاهدا، ولكن منظما لهذه العملية، فبالتالي التخوف أو التخويف من هذه القضية أعتقد هو بهدف إعاقة الحل".
احتجاجات الكويت والأردن
وعما إذا كانت المملكة قلقة مما يحدث من احتجاجات في دولتي الكويت والأردن، قال الفيصل "في الواقع أنا أعتقد - من دون التدخل في الشؤون الداخلية "لهذه الدول"- أن الحس الوطني فيهما هو الضمان لاستقرارهما واستقلالهما، والشعوب ستنال حقوقها، والحكومات المتجاوبة في الأردن والكويت قادرة برجالاتها أن تحل ما يظهر لها من مشاكل داخلية"
نهوض العرب
وحول استضافة المملكة لقمة التنمية العربية خلال الشهر المقبل، علق وزير الخارجية بالقول "القمة القادمة تأتي في وقت دقيق، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. التغيرات والتقلبات التي تحدث لا شك أنها تُثير التساؤلات الكثيرة، والقمة لا يمكن إلا أن تكون قادرة على أن تخدم مصلحة الدول العربية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية.. نحن نعمل على ميثاق الجامعة الذي يجعلنا مسؤولين تجاه بعضنا البعض. ولا أشك أن هذه القمة ستسعى إلى المؤازرة لأن تكون مفيدة في حل القضايا وخدمة المصالح المشتركة لهذه الدول في هذه الفترة بالذات التي نواجه فيها تحديات كبيرة مستقبلية، فنحن نجابه مشاكل داخلية، وأمامنا العالم يتطور بشكل مذهل علماً واقتصاداً وتطويراً، فبالتالي على القمة أن تدرس هذا الملف بالدقة التي يجب أن تدرسها فيه، وتسخر الإمكانات التي تستطيعها للنهوض بعالمنا العربي من كبوته التي يعاني منها الآن".
جلدنا "سميك"
وعما تتعرض له المملكة من هجمات إعلامية وشخصية، والتي ساق آخرها الغنوشي، قال الفيصل "في الواقع قد تعودنا، وجلدنا أصبح سميكا على أنه مهما عملنا فسيكون هناك انتقاد، فنحن سائرون إن شاء الله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بنية صافية وبمسؤولية كاملة، وبالتالي الانتقادات التي تحدث بين فترة وأخرى لا تهم بهذا الشأن".
الاحتلال يؤثر على حل "الدولتين"
ورأى وزير الخارجية أنه باستمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وعدم انسحابها من الموجودة حاليا فإن حل الدولتين لن يتحقق. وعلق حول مدى تأثر عملية السلام ب"المستوطنات" بالقول "أين يمكن للدولة الفلسطينية أن تنشأ؟ وما هي الأراضي التي تكون تابعة لها والضفة الغربية تسيطر عليها إسرائيل كلية تقريبا؟ وأريحا هي المنطقة الأكثر عدداً من السكان وهي منطقة صغيرة، ولكن بالنسبة للضفة الغربية فإن الأراضي استولت عليها إسرائيل تقريبا بشكل كامل، ودون الانسحاب من هذه الأراضي لا أعتقد أن هناك فرصة أو احتمالا حل الدولتين". وامتنع الفيصل عن التعليق على ما يحدث في مصر من احتجاجات قائمة على خلفية الإعلان الدستوري، وقال: هذا شأن داخلي لا نتدخل فيه، وأي إجابة على الأسئلة بهذا الخصوص تعد تدخلا في الشأن الداخلي، والمصريون أدرى باحتياجات بلدهم في هذه الفترة.
سورية موجودة قبل "الأسد"
وأكد الأمير سعود الفيصل اعتراف المملكة بالائتلاف والمعارضة وبشرعيتها كممثلة للشعب السوري، وقال "هي سورية قبل الأسد وليس سورية بعد الأسد، وستكون بعد الأسد دولة تحافظ على وحدتها وتتعامل مع شعبها بالمساواة، وهذا ضمن إطار برنامج العمل الذي طرحوه، ولديهم مهمة هائلة لإعادة بناء سورية، لأن الدمار في سورية قد أصبح ظاهرة تفوق ما رأيناه، وعدد الضحايا وتدمير البنية التحتية أصبح لا يطاق، والتصرفات الأسدية مثل قصف مدينة كدمشق وهي أقدم مدينة في العالم ويقوم النظام بقصفها بكثافة، فلديهم مهمة هائلة في إعادة بناء بلدهم".
تغير الموقف الروسي.. حل أساسي
وفي رد الفيصل على سؤال ل"الوطن" حول اللقاء الثنائي الذي عقده مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، وإصرار موسكو على تطبيق اتفاقية جنيف، قال "في الواقع عقدنا جلسات مع وزير الخارجية الروسي، ونحن في مجلس التعاون حريصون كل الحرص على علاقات دول مجلس التعاون مع روسيا، كما أننا حريصون على علاقات روسيا مع الدول العربية جميعا والعالم الإسلامي، حيث إن روسيا بلد كبير ومهم له مواقف مشرفة لمؤازرة القضايا العربية تقليديا، ولذلك المفاجأة الكبرى التي حصلت في العالم العربي والإسلامي عندما وقفت روسيا وقفة الرافض لدعم الوضع في سورية، وبالتالي كان هناك شبه صدمة للعالم العربي والإسلامي من الموقف الروسي، وحرصا على هذه العلاقات تحدثنا مطولا مع معالي وزير الخارجية الروسي بأن موقفهم مستغرب ومستنكر، وأملنا أن يعود الموقف الروسي إلى مؤازرة الحق والعدل في هذه المشكلة. ولا أعرف مدى تأثير هذه المباحثات على موقف روسيا، فهناك من يقول إن المؤشرات تؤشر إلى أن هناك تحلحلاً في الموقف الروسي، ونحن لا نتحدث عن فرضيات، إذا تغير الموقف الروسي فليس هناك شك أنه سيفتح الطريق لحل أساسي للمشكلة السورية، وإذا لم يتغير فستبقى المشكلة على ما هي عليه". وقال في رده على تساؤل آخر ل"الوطن" حول الأصوات التي تدعو لإشراك إيران كجزء من الحل في سورية، "إيران كونها جزءا من الحل أو جزءا من المشكلة لا أعتقد أن لها حلا، والمقيمون للسياسة الإيرانية الحالية يستطيعون أن يقولوا إن إيران جزء من الحل في سورية، عسى أن تتغير لأن تكون جزءا من الحل، لأنها دولة مهمة وكبيرة وموقفها سيكون له تأثير".
معاناة الروهينجا
وعن الخطوة التي ستتخذها المملكة بخصوص استمرار معاناة شعب الروهينجا، قال الأمير سعود الفيصل" نحن نسعى إلى أن مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية يتعاملان مع الموضوع على حسب مسؤولياتهما... فهناك مذبحة يقومون بها وتصفية جسدية تحصل في ميانمار ولا يجوز للجهاز القانوني في محكمة العدل الدولية أن يبقى متفرجاً، ولا يجوز لمجلس الأمن كذلك أن يبقى متفرجاً وهذه المذبحة مستمرة. ونحن سننسق مع إخواننا في الدول الإسلامية حول كيفية معالجة هذا الموضوع ليعالج من قبل الحكومة الميانمارية وأن يعالج من قبل مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية".
الملك في "قلب" الفيصل.. وفلسطين "حاضرة".. واليمن لم تغب
الرياض: الوطن
سجلت الكلمة التي افتتح بها وزير الخارجية مؤتمره الصحفي، أمس، وفاء غير مستغرب على الفيصل، الذي خصص بدايتها ليبتهل إلى الله بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين، فيما كان الملف الفلسطيني الحاضر الأول في الخطاب، ولم تغب اليمن عن اهتمامات الدبلوماسية السعودية.. نص الكلمة:
"أحمد الله تعالى الذي منّ على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء. وأدعوه عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية، ويحفظه ليكمل المشوار الذي بدأه في تطوير الوطن ومناصرة الحقوق المشروعة للشعوب العربية والإسلامية. كما أشكركم جزيلا على سؤالكم المستمر خلال الأزمة الصحية التي ألمت بي مؤخراً، ومشاعركم الطيبة التي كان ينقلها لي أولاً بأول رئيس الإدارة الإعلامية. أمامنا العديد من القضايا، وأود أن أبدأ بتجديد الترحيب بقرار الجمعية العامة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن هذا القرار ينبغي أن يشكل عاملاً مساعداً للحل لا معطلا له، وأن التعطيل الحقيقي يتمثل في غياب أفق الحل السياسي ورفض إسرائيل لكافة الحلول السلمية، واستمرارها في بناء المزيد من المستوطنات، وابتلاع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي السياسية التي من شأنها إجهاض الحل العادل والشامل والدائم لهذا النزاع الطويل، وتضفي عليه المزيد من التعقيدات. ونأمل من مجلس الأمن الدولي أن يتعامل بإيجابية مع هذا القرار، ويستجيب لرأي الأغلبية الدولية في تعاطيه مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة المماطلة الإسرائيلية في إطار مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين. الوضع في سورية يبقى، وللأسف الشديد، يزداد تدهوراً، سواء لجهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين، أو لجهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن السورية تحت قصف الآلة العسكرية العمياء للنظام التي لا تبق ولا تذر، وهو الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سورية أرضاً وشعبا.
ونرى في تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد. ونأمل أن نشهد خطوة مماثلة نحو توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري من كافة جوانبه السياسية والأمنية والإنسانية. وسوف تشارك المملكة، بمشيئة الله تعالى، في مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده في مراكش الأسبوع المقبل، وذلك في ظل حرصها على الدفع بالجهود الدولية في هذا الاتجاه.
وفي اليمن نتابع باهتمام الجهود القائمه لعقد المؤتمر الوطني للحوار الشامل. وأدعو الأشقاء في اليمن بكافة فئاتهم وأطيافهم إلى الاستجابة لجهود الحكومة اليمنية، والانخراط في هذا الحوار المهم الذي يحتاجه اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى، استكمالاً لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية، وللحفاظ على وحدتهم الوطنية والإقليمية، وتحقيق أمنهم واستقرارهم وازدهارهم. في خضم الأزمات المتلاحقة التي تجتاح العالم، يبرز لنا بصيص نور وأمل يتمثل في افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في مدينة فيينا. وقد شرفت بالمشاركة في افتتاح المركز مع كل من معالي وزيري خارجية النمسا وإسبانيا، وبمشاركة واسعة من قيادات الديانات والثقافات في العالم. ويحدوني عظيم الأمل أن يصبح المركز منارة للسلام والوئام، وترسيخ ثقافة الاحترام والتعايش بين الشعوب، ومعالجة الاختلافات فيما بينها، وفي ظل الغايات والأهداف التي أنشئ المركز من أجلها".

.. وبعد لقاء "الخطيب": ولادة "الائتلاف السوري" خطوة إيجابية
الرياض: الوطن
أشاد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بعد لقاء رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، في الرياض أمس، بولادة الائتلاف، معتبرا أنها خطوة إيجابية وصفها ب"المهمة" تجاه توحيد المعارضة السورية تحت لواء واحد. وجدد الفيصل خلال لقائه بالوفد الذي ضم الخطيب ونائبيه رياض سيف والدكتورة سهير الأتاسي، إضافة إلى الأمين العامة للائتلاف أحمد عاصي الجربة، والدكتور نجيب الغضبان وعدد من المسؤولين في الائتلاف السوري، ترحيب الرياض بتشكيل الائتلاف، فيما جرى استعراض المستجدات على الساحة السورية، وكافة الاتصالات والجهود الدولية القائمة في هذا الشأن، وذلك في اجتماع حضره عن الجانب السعودي وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية السفير خالد الجندان.
إجابات "العميد".. بقوة "الرصاص"
الرياض: خالد العويجان
المتابع لأي ظهورٍ إعلامي ل"عميد دبلوماسيي العالم" وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ليس كمن يتعامل معه بشكلٍ مباشر، فالفيصل الذي عُرف عنه حرصه إعطاء الفرصة للشباب خلال طرح أسئلة مؤتمراته الصحفية في الغالب، من الممكن قراءة مدى قبوله لسؤالٍ ما، أو مدى رفضه من ملامحه، ناهيك عن ردود أفعاله الذكية فيما لو لم ينل السؤال المطروح إعجابه من حيث التوقيت أو المناسبة، أي توقيت طرح السؤال أو مناسبته، لكن المراقب أو المتابع، وبعيداً عن تعابير وجه الرجل، يجد على الدوام احتفاظ الوزير بمؤتمراته الصحفية ب"قلم الرصاص"، إذ يوظف الفيصل ذاك القلم في مؤشر رضاه أو عدمه، على ما يُطرح عليه من أسئلةٍ خلال ظهوره الإعلامي، أو للتعبير عن موقفٍ رسمي مُعين.
بالأمس كان "قلم الفيصل" حاضراً في مؤتمرٍ صحفي عقده في العاصمة الرياض، وأصبح وجبةً دسمةً للمصورين، ويحرص الجميع على التقاط الصورة الأفضل، خلال توظيف وزير الخارجية للقلم، لنقل ردود أفعال الرجل بلغة الصورة، بعيداً عن لغة الكلام أو لغة الدبلوماسية. وفي ذات اللقاء الذي جمعه بالصحف أمس، لم يُغفل أن يُزجي شكراً لمن حرص على السؤال عنه خلال وعكته الصحية التي تعرض لها خلال الأشهر القليلة الماضية، في إشارةٍ تؤكد حرص الرجل ومتابعته لمن يسأل عن أحواله الشخصية، خصوصاً من الإعلاميين على مستوى العالم، بل وتخطى ذلك بكثير حين قال ذات مرةٍ لأحد الإعلاميين "أنت أصغر شخص في هذا المؤتمر، السؤال لك، بل وكرر ذات الأمر مع أكثر من إعلامي، خصوصاً من صغار السن والشباب".
الفيصل الذي يحظى بثقل ليس كغيرة من دبلوماسيي العالم، يحرص على الدائرة الضيقة حوله كل الحرص من خلال الاطمئنان على أحوالهم، بل وحتى شؤونهم الخاصة، ويأتي ذلك نتاج بذرةً زرعها وسقاها لتُثمر حباً برجلٍ ذي ثقلٍ لا يوازيه ثقل، على الصعيد الدبلوماسي والإنساني والشخصي والأخلاقي.
وبقدر ما يحظى به وزير الخارجية من ثقلٍ سياسي وإنساني، يتمتع بروحٍ فُكاهيةٍ رزينة، تسندها بالطبع دبلوماسية ذات مستوى كبير، لا يملكها سوى رجُلٍ يتفق الجميع على حبه ودهائه والدعاء له في آنٍ واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.