لو لم يُلِحّ ويُصِرّ أحدُ أطبّاءِ مستشفى خاص في جدّة على عدم ذكر اسمه لذكرتُه وما قاله!. لقد قال لي بالحرف الواحد: إنّ إغلاق مستشفى عرفان قد أضاف عبئًا على بعض مستشفيات جدّة الخاصّة الأخرى، بما نسبته 30% تقريبًا من طاقتها!. انتهى قوله، ويبدأ قولي أنا، فأقول: إنّ الذي يُراجع الآن هذه المستشفيات الأخرى، حتى الكُبْرى منها، يرصد فيها فوضى ما بعدها فوضى، وازدحامًا ما بعده ازدحام، في كلّ شيء تقريبًا، في الطوارئ التي أصبح مراجعوها يقفون صفوفًا طويلة، فانتفت عنها صفة الطوارئية التي تستلزم العلاج السريع، والإسعاف الأسرع، وفي استقبال مرضى العيادات الخارجية الذين أصبحوا ينتظرون بالساعات قبل الكشف عليهم، وفي جودة الكشف، وسلامة العمليات الجراحية التي هي الأهم، فهي أصلاً فيها ما فيها من قصور، فكيف إذا زاد عدد المكشوف عليهم، وعدد الذين تُقرّر لهم عمليات جراحية؟ أكيد ستزداد الأخطاء الطبية، ما ظهر منها وما بطن، ما أعاق منها وما قتل، وربّنا يستر!. لهذا أوجّه 3 أسئلة لوزارة الصحّة: س 1: هل استشرفت الوزارة هذه الفوضى، وهذا الازدحام قبل قرار الإغلاق؟! فإن استشرفتهما وأغلقت المستشفى فتلك مشكلة، وإن لم تستشرفهما فتلك مشكلة أكبر!. س 2: إذا كان إغلاق مستشفى واحد فقط سبّب كلّ هذه الفوضى والازدحام في المستشفيات الأخرى، أفلا يؤكّد هذا نقص عدد المستشفيات في جدّة؟ سواء الحكومية أو الخاصّة؟ ولماذا صامت الوزارة عقودًا طويلة عن العمل على زيادتها في مدينة هي ثانية كبرى مدائننا؟. س 3: عندما تتسبّب نسبة 30% من العبء الإضافي على بعض المستشفيات الخاصّة والكُبْرى في حصول فوضى مُريعة فيها، وازدحام أروع، وهي ليست نسبة ضخمة، أفلا يعني هذا سوء بُنية هذه المستشفيات؟ البُنية البشرية واللوجستية؟ وأنها تشبه في ذلك ظهر البعير الذي تقصمه قشّة خفيفة؟ فأين الوزارة سابقًا عن التدخل الحاسم لإصلاح وتطوير هذه البُنية بما يجعلها قابلة لمواجهة المستجدّات والظروف الصحية؟. انتهت الأسئلة يا وزارة الصحة، وننتظر الإجابة. تويتر: @T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]