كشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة، ضد «الإرهاب»، لن تتوقف بنهاية الحرب في أفغانستان، التي توشك على أن تضع أوزارها، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة ستستخدم كافة الوسائل العسكرية المتاحة، في ملاحقة شبكة تنظيم «القاعدة»، والجماعات التابعة له، أينما كانت. وقال المستشار العام لوزارة الدفاع جيه جونسون في كلمة له بجامعة أوكسفورد في إنجلترا الجمعة: «يجب علينا أن نقهر «القاعدة» في الأماكن التي تبحث عن ملاذ آمن لها فيها، ومنعها من إيجاد تواجد قوي لها في أماكن أخرى.. وفي سبيلنا لذلك، علينا أن نستفيد من كل عناصر الأمن الوطني بحكومتنا». وأضاف أن عناصر القوة هذه، تتضمن استخدام الطائرات بدون طيار، والمخصصة في الأساس للقيام بمهام استطلاعية، في تصفية المشتبهين بالإرهاب، الذين عادةً ما يتحصنون في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة المركزية في باكستان، واليمن، وبعض المناطق الأخرى، إضافة إلى اعتقال المتشددين الذين يتم القبض عليهم في مواقع القتال. وفيما أشار جونسون إلى أن بعض القانونيين والمعلقين انتقدوا الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار، باعتبار أنها تقوم بعمليات تصفية غير قانونية، كما وجهوا انتقادات إلى الحكومة الأمريكية؛ بسبب اعتقال عدد من الأفراد، ولفترات طويلة، دون أن توجه إليهم أي اتهامات رسمية، فقد أكد أن الوسائل المستخدمة ضد «القاعدة» ضمن ما وصفها ب»النزاع الذي لا تحكمه قواعد»، هي وسائل مشروعة. وتابع أن عمليات الاعتقال والتوقيف هي جزء من الإجراءات المتبعة أثناء الحروب، وأضاف بقوله: «نحن نوظف قوة ضاربة، ولكننا في الوقت نفسه، نعمل على الالتزام بالمبادئ التي أقرها قانون الحرب»، بما يتماشى مع اتفاقيات جنيف التي تحكم الصراعات المسلحة. وتتوافق تصريحات جونسون مع ما أدلى به مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حيث قال، في كلمة أمام جامعة هارفارد، مساء الأربعاء، إن الولاياتالمتحدة تستخدم طرق «تتوافق تماماً مع القوانين الوطنية والدولية.. في إطار صراع عسكري دولي ضد جماعات تشكل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة». وأكد توم دونيلون، في كلمته، أن الغارات التي تشنها الطائرات بدون طيار، ضد أهداف تابعة للقاعدة، يتم الإعداد لها بشكل دقيق جداً، لتجنب سقوط أي ضحايا بين المدنيين. ويساور القلق الكثيرين من المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالحرب على الإرهاب، من استمرار خطر «القاعدة»، مع قرب انتهاء الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، والتي من المقرر أن تنتهي رسمياً بحلول العام 2014. إلا أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، وخلال مؤتمر صحفي الخميس، أكد أن الولاياتالمتحدة ستواصل ممارسة أعلى معايير اليقظة والحذر، لمنع «إرهابيي القاعدة» من العودة إلى أفغانستان، وتشكيل تهديد للأمريكيين مرة أخرى.