في الطائف رفضت سيارة يستقلها أربعة شبان السماح لسيارة الإسعاف بالتجاوز، السبب صوت الونان مزعج لأذنهم المرهفة!! ما أدى إلى حدوث احتكاك بينهم ونزول أربعة شبان من السيارة وسحب مفاتيح الإسعاف، وماتت المريضة بسبب هذا التأخير، وما زال البحث جارياً عنهم من الجهات الأمنية بمعلومات محدودة عن سيارتهم. الإسعاف هي السيارة التي تقوم بتقديم الإسعافات الأولية والعلاج للمريض قبيل دخوله للمستشفى، وواجباتها هي تقديم العلاج للمصابين أو المرضى في الحالات الطارئة وأيضا لنقلهم إلى مراكز الرعاية الصحية من مستشفيات ومستوصفات طبية، والمعروف عن سيارة الاسعاف ان لها الأولوية في السير على الطرقات وعدم الوقوف في إشارة التوقف الضوئية في حالات الاسعاف وذلك بقيام سيارة الاسعاف بإطلاق الونان بالأضواء والتحذير في صفارات الإنذار، لتسهيل حركتها من خلال حركة المرور. ما فعله الشبان، نراه لدى بعض فئات من المجتمع وهي انعدام احترام سيارة الإسعاف عندما تقوم بنقلها لحالة إسعافية، فكم لاحظنا عدم مبالاة سائقي السيارات عندما يرون الإسعاف أو يسمعون صوته وراءهم مما يضطر سائق سيارة الاسعاف الى الذهاب يمينا ويساراً ليتجاوز السيارات التي أمامه، حتى أمام إشارة المرور يجد سائق الاسعاف صعوبة في تجاوز الإشارة الحمراء، بسبب عدم وقوف سيارات الاتجاه المعاكس مما قد يسبب حوادث، للصحيح والمريض، ويسبب تعقيدات أكبر لا قدر الله. في الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا يدهشك كيفية تعاملهم الراقي والواعي والحذر والسريع والذاتي، مع سيارة الاسعاف اذا كانت في مهمة فأول ما يسمعون أو يرون سيارة الاسعاف خلفهم حتى ولو كان بينهم وبين سيارة الاسعاف العديد من السيارات تراهم اصطفوا على يمين الشارع أومن الجهتين، لتتمكن من المرور حتى لو اضطرت لأي سبب السير في الاتجاه المعاكس، فالجميع يعطيها المجال للمرور، أو يستحق مخالفة فورية. الجهات الأمنية بالطائف، لازالت تبحث عن الشبان الأربعة، ونحن لازلنا نبحث عن هوية المجتمع وشعوره بالمسؤولية تجاه سيارات الإسعاف، وتجاه المرضى المنومين فيه، وتجاه حياة وسلامة الآخر، فقد تكررت مشاهد ضياع المسؤولية ليس مع الإسعاف وحده، بل وصلت للتفحيط بالمدارس والجامعات والطرقات العامة.