إسعاف بلا «ونان»!

لدينا سيارة الإسعاف تسير في الشوارع كأنها سيارة البلدية، وليست سيارات يحتضر داخلها “الأوادم”. تمشي سيارة الإسعاف في شوارعنا بلا “ونان” يساعدها في تمشيط الشوارع بحثاً عن إنقاذ روح، هذا الونان الذي يزين شوارع أوروبا سماعه وهم قوم حريصون على حياة مصابيهم ومرضاهم- ونان الإسعاف ضرورة وليس مصدر إزعاج ولا ترفاً ولا تقليداً، إذا لم يُطلق الإسعاف الونان فإنه سيفقد نصف فعاليته في الإنقاذ إن لم تكن كل فاعليته.
ثقافة تفسيح الشوارع لسيارات الإطفاء والإسعاف غير موجودة في شوارعنا، في أمريكا وقوف السيارات وقت سماع “الونانات” إجباري وليس اختيارياً، ويبدأ السائقون في إصغاء السمع لمصدر الونان ثم يتكاتفون لإفساح الطريق لإنقاذ روح، فمنهم من يُسارع السير إن كان الإسعاف خلفه ومنهم من يفسح الطريق ومنهم من يقف.
هنا لدينا من يستغل الفرصة ويقطع إشارات المرور خلف سيارات الإسعاف بغباء شديد لأنه يوماً ما سيكون في سيارة الإسعاف هو أو أحد أحبابه (لا سمح الله)، وفي الغرب لا يلتزمون بالنظام خوفاً من العقوبة، وليسوا أكثر منا إنسانية ولكنهم يعلمون جيداً أن هذا النظام يوماً ما سينقذ حياتهم أو حياة أحد من أحبابهم.
هناك تقصير من المرور لعدم سن قوانين إفساح السير لسيارات الإسعاف والمطافئ في المملكة. تشغيل الونان لسيارات الإسعاف والمطافئ إجباري وليس ترفاً، ومتى كانت أرواح الناس ترفاً؟ أحياناً كثيرة تصل سيارات المطافئ متأخرة، سنوا القوانين وألزموهم بتطبيقها، وأنقذوا أرواح الناس، نريد سيارات إسعاف كالبرق لتنقذ الأرواح لا لتسابق سيارات البلدية. ياليت من أحد يفتينا لماذا لا تُطلق سيارات الإسعاف في المملكة وناناتها؟