مصر ستظل أم الدنيا، وشاغلة الناس فعلاً. وتتابع الأحداث السياسية يزيد الصورة تركيزًا، والأحداث سخونة. وعليه لن ينتهي الجدل حول مصر اليوم، ومصر المستقبل، ومصر حسني، ومصر مرسي. والمناوئون للرئيس محمد مرسي، وأغلبهم من الصامتين أيام سلفه المخلوع.. لا يكفون أبدًا عن (فبركة) الأحداث والأقوال؛ فيقوّلونه ما لم يقل، ولا ينتهون عن تصديق كل شاردة وواردة ممّا يقوله خصومه؛ باعتبارها أقوالاً لا يأتيها الباطل، لا من أمام، ولا من خلف. هل سيتغير هؤلاء؟ لا.. أبدًا؛ لأن الخصومة نابعة من القلب، وما كان في القاع مخفيًّا يظهر على القلب متى ما أتيحت له الفرصة، ولم يخشَ من عتاب الناس. أحسب هؤلاء فعلاً يودّون عودة حسني مبارك فورًا إلى الحكم! ولو كانت لهم فرصة التصويت لأيّدوا دون تردد. وتلكم ليست المشكلة.. المشكلة أن هؤلاء يزعمون أنهم أصحاب مبادئ، ومُثل، وقيم، لكنه زعم يُلقى في أول سلة مهملات عندما ينتصرون لشهواتهم، وانحرافاتهم، ورغباتهم السوداء! هؤلاء يتباكون على دم البعوضة، وهم يهرقون دم الحسين -رضي الله عنه- وهم ينددون بعزل موظف ثبت أنه متواطئ إلى أقصى حد ممكن مع النظام البائد، الذي أكثر في الأرض الفساد، في حين لم ينددوا بحملات الاعتقالات المتكررة، وبفصل الألوف من وظائفهم، وبالمحاكمات العسكرية الهزلية غير القابلة للاستئناف، وبالزج في السجون سنين طويلة، وبمصادرة الأموال، وإغلاق المؤسسات الخيرية، بل وبفرض قانون الطوارئ لأكثر من 30 عامًا ممّا سمح بالاعتداء على الحريات، وسجن الأبرياء، وقتل المساكين، ومنهم الشاب خالد سعيد الذي كان بإرادة الله عز وجل (الكبريت) الذي أشعل لهيب الثورة المجيدة. هؤلاء قليلاً ما يتغيرون، وهم كثيرًا لا يستحيون، وإذا استحيوا فمن الناس، لا من رب الناس. وهؤلاء لو جاءهم أصلح أهل الأرض رئيسًا منتخبًا لاختلفوا عليه، ولنددوا به، وللفقوا الأكاذيب حوله والأساطير من خلفه. بشارتي لهؤلاء أن الخيبة ستكون نصيبهم، وأن الإخفاق حليفهم، وأن حق الله نافذ، وأمره مسيطر، ومشيئته غالبة. عيب يا جماعة.. خاصة إذا كنتم من غير أهل مصر ولا تدرون عن شعابها شيئًا. [email protected] [email protected]