عندما تنتقد الصحافة بعض تصرفات فئة محدودة من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ينبري لها بعض الدعاة عن حسن نية متهمين إياها بالمبالغة والتهويل، وربما عدم الإنصاف لأن بحر الحسنات التي تقدمها الهيئة يغطي جزئية السيئات التي يرتكبها بعض منسوبيها. وفي المقابل فإن أسلوب التهويل والمبالغة أصبح مركبًا لبعض المنتسبين إلى العلم الشرعي، وكأنه الدليل الذي لا يُنقض، والحجة التي أجهزت قول كل خطيب. ويبدو أننا سنواجه سلسلة متكاثرة من هذه الدعاوى غير الموثقة التي تستهدف المشاعر وتدغدغ العواطف لا غير. خذوا مثلا زعم أحدهم أن 80% من مبتعثينا في بريطانيا يتعاطون الخمور. ولأن الخمر أم الخبائث، فيمكن بالتالي استنتاج أن بقية المنكرات في الطريق، فلا شيء يقف في وجه (السكير) حيث لا رادع من عقل، فالعقل في (إجازة)، وعليه فالدراسة في خبر كان، والابتعاث أم المصائب. وآخر زعم أن لديه خبرًا مؤكدًا بأن مبتعثة رافقها أخوها ليكون لها محرمًا وقيّمًا، فإذا به غارق في مستنقع المخدرات، وإذا بها تلحق به حتى إنه ليدعوها إلى تمكينه منها والعياذ بالله، وهم تحت سطوة المخدرات. كلام ليس له دليل ولا أصل ولا فصل. هذان الخبران المزعومان هما دليل ضعف الحجة وتهافت المنطق وقلة الحيلة، وأحسب أن صاحبيهما مطالبان بالدليل، وإلاّ السكوت عن استغلال المنابر لترويج هكذا (ترهات) لا تليق بداعية يدعو إلى الحق، ومن الحق صدق القول وقوة التثبت وعدم الاستناد إلى شائعات الانترنت ومقولات المغرضين. يريد هؤلاء الحد من الابتعاث بكل وسيلة حتى لو خرجت عن نطاق الحكمة المؤثرة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة. ونسي هؤلاء أن هذه الأساليب تأتي بنتائج عكسية إذ تغلق المسامع وتصد النفوس وتمنع التواصل لأن المتلقي اليقظ سيدرك فورًا حجم المبالغة وجبل التهويل، ومن ثم سينصرف عن قائلها موصدًا كل الأبواب والنوافذ. وخير دليل على ذلك تزايد أعداد الراغبين في الابتعاث بما يزيد بأضعاف عن العدد المتاح. ما هكذا ترد الإبل الماء أبدًا! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain