أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالدور الثلاثي المصري التركي القطري في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة عبر اتفاق التهدئة، وكشف أن اجتماعات (فلسطينية - فلسطينية) للمصالحة ستعقد قريبًا بالقاهرة. وأكد أن مقاومة 2012 ليست مقاومة 2008، وأن حرب ال 8 أيام الأخيرة في الفترة من 14- 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تمهّد لحرب التحرير، وأكد أن كلاً من مصر وتركيا وقطر لعبوا دورًا فاعلاً في وقف العدوان وتحقيق الهدنة، مثلما يلعب هذا الثلاثي دورًا قويًّا على الأرض في إنهاء الحصار على قطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل اتصلت بتركيا من خلال قناتين للتوسط من أجل التهدئة، وأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بذل جهدًا كبيرًا خصوصًا في اتصالاته مع الأمريكان لوقف العدوان، مشددًا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من سعى لطلب الهدنة من المجتمع الدولي. وعن مستقبل المقاومة، قال إنه ليس بالتفاوض فقط ستتم استعادة القدس والأراضي المحتلة بل بالمقاومة أيضًا، معتبرًا أن اتفاق التهدئة الأخير مع إسرائيل خطوة كبيرة على طريق إنهاء الحصار نهائيًّا عن قطاع غزة. واعتقل الجيش الإسرائيلي أمس خمسة نواب من حركة حماس بأنحاء مختلفة من الضفة الغربيةالمحتلة بعد مداهمة منازلهم. وأفاد بيان من مكتب نواب حماس بالضفة الغربية أن قوّات الاحتلال اعتقلت كلاً من النائب محمود الرمحي من رام الله، وباسم الزعارير من الخليل، وفتحي القرعاوي من طولكرم، وعماد نوفل ورياض رداد من قلقيلية. ووصف البيان حملة الاعتقالات ب»الواسعة»، مشيرين إلى أنها طالت عددًا آخر من المواطنين بالضفة الغربية. وتعقيباً على حملة الاعتقالات الواسعة، قال عضو القيادة السياسية في حركة حماس بالضفة رأفت ناصيف إن «هذه الاعتقالات لن ترهب الحركة ولن توقف مسيرة جهادها». كما وقال ناصيف إن حملات الاعتقال دليل واضح على حجم النصر الذي حققته المقاومة في غزة، وتأكيداً على حالة التخبط الكبيرة التي يعيشها قادة الاحتلال بعد هزيمتهم. إلى ذلك قال مسعفون إن فلسطينيا قتل بنيران إسرائيلية عبر حدود غزة أمس وأصيب آخرون بجروح بعد يومين من بدء سريان وقف لإطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. واتهم متحدث باسم الحركة إسرائيل بانتهاك الهدنة التي أبرمت بوساطة مصرية وقال إن حماس ستشكو للقاهرة. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتحرى تقارير عن الواقعة. وقال مسعفون إن أنور قديح (23 عاما) أصيب في الرأس بنيران إسرائيلية بعد اقترابه من السياج الأمني الذي يمتد على حدود غزة وهي منطقة تحظر إسرائيل منذ فترة طويلة دخول أبناء غزة إليها. وقال قريب للقتيل كان في الموقع إن قديح كان يحاول رفع علم حماس على السياج. وأضاف أن جنديا إسرائيليا أطلق النار في الهواء ثلاث مرات قبل أن يصاب قديح بعيار ناري في الرأس. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن الحركة ستتصل بالوسيط المصري لمناقشة الواقعة. يأتى هذا فيما اعتبر خالد مشعل فى حوار أجرته مع وكالة أنباء الاناضول أن ما جري في الأيام ال8 هي حرب إسرائيلية ظالمة وعدوان غاشم علي شعبنا، و كعادة إسرائيل فيما تفعله في غزة والضفة ولكن شعبنا كعادته شعب مجاهد وبطل دافع عن نفسه وعن أرضه ورد العدوان وتصرف بصلابة وفاجأ العدو من اللحظة الأولى. وبين أن حجم الجريمة الاسرائيلية باغتيال الجعبري (القيادي البارز بالجناح المسلح لحركة حماس) كان لابد من الرد السريع والقوي عليه، خاصة وأن هؤلاء أصدقاء وتلاميذ للجعبري فهم أوفياء لقادتهم، وإسرائيل فوجئت بالرد وسقفه العالي؛ وبالتالي ارتبك نتانياهو وأراد أن يصعد بالهجوم الجوي والبحري وهدد بالعملية البرية، مشيرًا إلى أن النتائج أكدت للعدو أن حساباته أنها ليست دقيقة وأن يده ليست مطلقة ولا يستطيع أن يجتاح غزة دون أن يدفع ثمنًا باهظًا. وبين أن نتنياهو بنى حساباته على عدم خسارة المعركة، وجاء ضغط المجتمع الدولي لكى ينقذه بالتهدئة، وقال خالد مشعل أن حسابات نتانياهو كانت أن يضرب حماس وغزة ويقتل أحمد الجعبري، وبالتالي المقاومة ستتراجع، وينهي عدة أيام من العدوان على غزة، ويكون سجل انتصارًا يسعفه ويخدمه في انتخاباته ويبدو صقرًا أمام الشعب الإسرائيلي، لكن المفاجأة جاءت من الرد على العمق الإسرائيلي كما أن المقاومة لم تخش من تهديدات إسرائيل بالاجتياح البري. وشعر نتنياهو بالورطة.. فلا هو رمم قوة الردع الاسرائيلية ولا هو قضى علي البنية التحتية، ولم يتمكن من امتلاك زمام المبادرة فيفعل ما يشاء وقتما يشاء، بل اصبحت هناك ندية بينه وبين الفلسطينيين وظل أمامه خيار وحيد وهو الحرب البرية وأدرك أنها ورطة كبيرة، فنعم الجيش الإسرائيلي قادر على الدخول لغزة ولكن سيدفع ثمنًا باهظًا قد يقضي عليىمستقبل نتانياهو السياسي، وفي تلك اللحظة تدخل المجتمع الدولي بطلب من نتنياهو، وكان هناك تباين داخل القيادة الاسرائيلية، ولكن الأمريكان والأوروبيون طلبوا من مصر وتركيا وقطر التدخل، وكانت الرغبة بالتهدئة، وهنا بدأت المعركة التفاوضية غير المباشرة عبر الإخوة في مصر وكان لتركيا وقطر دورهم الكريم وكانت المسألة نعم لوقف النار مع الاستجابة لمطالب شعبنا المحددة. وأوضح مشعل أنه لم يفاجأ بالموقف العربي والإسلامي الحازم الداعم بقوة لغزة ورفض العدوان الاسرائيلى عليها، وأشار إلى أن اسرائيل هي التي تفاجات وشدد على أن ثقة الفلسطينيين والغزاويين بالموقف العربي في ظل ربيعه الجميل كانت ثقة في مكانها وأن تقاطر وزراء الخارجية العرب ورئيس الحكومة المصري ووزير الخارجية التركي والجامعة العربية على غزة كان تعبيرا عن مرحلة جديدة بأن غزة ليست وحدها فالعرب كان لهم دور مميز في إسناد الشعب في غزة. وقال إن عدة عوامل من طرفنا كانت مؤثرة في النتيجة: صلابة شعبنا، والمقاومة في الميدان، والتعاطف والجهد العربي والإسلامي السياسي والإعلامي والزيارة المباشرة مع غزة وكذلك صلابة موقفنا في التفاوض مع إسرائيل عبر القناة المصرية، كل ذلك كان له تأثير في النتيجة. وعن المصالحة الفلسطينية قال إن هناك خطوات، المصالحة كانت موجود وتعثرت أحيانا وأجواء هذه المعركة في غزة والانتصار الطيب الذي أكرمنا الله به يخلق ظروفًا افضل لإنجاح المصالحة وهذا ما نسعي إليه. وبين أن الإخوة في مصر يحضرون لرعاية جولة جديدة من جولات المصالحة لنبني على ما سبق من خطوات ونطور الخطوات التي تنهي الانقسام وترتب البيت الفلسطيني من خلال إنهاء المشاكل على الارض وإنهاء التوترات الأمنية الداخلية، وتوحيد الحكومة والسطلة وعقد الانتخابات وإعادة بناء منظمة التحرير بحيث تكون لنا مرجعية قيادية واحدة في الداخل والخارج. وكذلك يكون لنا برنامج سياسي فلسطيني واحد يستند إلى أوراق القوة وعلى رأسها المقاومة ويتمسك بالثوابت الوطنية.