اغتالت إسرائيل نائب القائد العام ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، احمد الجعبري عندما اطلقت طائرة حربية اسرائيلية صاروخاً باتجاه سيارة مدنية كان يستقلها ومرافقه محمد الهمص وسط مدينة غزة عصر أمس. ولم تمض دقائق على القصف حتى أكد كل من اسرائيل و «حماس» اغتيال الجعبري، وسط توعد فلسطيني بالثأر له. كما شنت طائرات حربية اسرائيلية سلسلة من الغارات على مواقع متفرقة في قطاع غزة في اعقاب عملية الاغتيال. وفيما رفعت الشرطة الاسرائيلية مستوى التأهب والاستنفار تحسباً لتصعيد فلسطيني، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية اطلاق عدد من الصواريخ على بلدات اسرائيلية متاخمة للقطاع في ما اعتبرته رداً أولياً على العدوان الاسرائيلي. وقالت مصادر طبية أن الجعبري وصل أشلاء إلى مستشفى الشفاء وسط المدينة، فيما وصل مرافقه وشخص آخر في حال خطرة، وما لبث أن استشهد الاول. وباغتيال الجعبري، تكون اسرائيل أعلنت الحرب رسمياً على «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية. ومن المرجح أن يشعل اغتياله فتيل معارك لن تعرف نتائجها، خصوصاً أن «كتائب القسام» أكدت أن اغتياله «يفتح أبواب جهنم على الاحتلال». وهددت «حماس» على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم بأن «الاحتلال سيندم على اللحظة التي فكر بها بارتكاب هذه الجريمة» التي وصفها بأنها «بمثابة إعلان حرب وسيدفع الاحتلال ثمنه غالياً». كما هدد عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية في حديث مع صحافيين أمام مستشفى الشفاء حيث نقل جثمان الجعبري، بأن «ردود القسام سترى، ويجب أن لا يتحدث عنها». وقال عضو المكتب السياسي في «حماس» عزت الرشق ان «هذه الجريمة لن تضعف المقاومة ولن تخمد نارها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». واعتبر ان «استهداف قيادات المقاومة والهجوم على غزة سيكلف نتانياهو مستقبله السياسي». كما نعت حكومة غزة الجعبري، ووصفته ب «القائد الفلسطيني المقاوم، وأحد أبرز رموز المقاومة»، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة وما يترتب عليها. بدورها، توعدت حركة «الجهاد الاسلامي» بالرد على اغتيال الجعبري وعلى اعلان الحرب على الشعب الفلسطيني، قائلة انها ستتعامل مع هذا الإعلان بالمستوى نفسه. وقال جناحها العسكري «سرايا القدس» ان مقاتليها تلقوا الاوامر بالرد على جرائم الاحتلال. من جانبها، دانت السلطة الفلسطينية «بشدة» اغتيال الجعبري والتصعيد الاخير على القطاع، وقالت على لسان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ان اسرائيل كانت لديها نية مبيتة لعدوان شامل تجاه قطاع غزة، على رغم الجهود المصرية لتحقيق التهدئة. وحمّل الاحتلال مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة، قائلاً: «نخشى ان يأخذ القصف ابعاداً اخرى». وقالت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن «اغتيال الجعبري يؤكد خطيئة التهدئة مع الاحتلال الذي استثمر هذه الاجواء لاغتيال قادة المقاومة في القطاع». ودعت كتائبها والأذرع العسكرية المقاومة ل «الرد بقوة على العدوان الاسرائيلي على شعبنا وقادته». وتتهم اسرائيل الجعبري بالوقوف وراء عمليات عسكرية عدة، لتنجح في اغتياله بعد محاولات فاشلة عدة آخرها أثناء قصف منزله في الحرب الأخيرة على غزة. ويذكر أن الجعبري كان المفاوض الرئيس عن «حماس» في صفقة تبادل الأسرى التي تمت برعاية مصرية في 18 تشرين الأول (اكتوبر) عام 2011، وتم بموجبها اطلاق اكثر من الف اسير فلسطيني في مقابل الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي اسر في 25 حزيران (يونيو) عام 2006.