استمر وقف إطلاق النار حتى عصر أمس بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة بعد ثمانية أيام من الصراع، رغم انعدام الثقة بين الجانبين مما يلقي بظلال من الشك على مدى صمود الاتفاق المبرم برعاية مصرية، حيث أثار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس احتمال استئناف بلاده هجماتها في حال لم تحترم «حماس» الإتفاق. وفيما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس وزراء حكومة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية «بالنصر» بحسب ما ذكر بيان صادر عن مكتب هنية. خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة وسط إطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال ب»انتصار المقاومة». وأطلق مسلحون ظهروا للمرة الأولى في الشوارع منذ بدء عملية «عامود السحاب» الأعيرة النارية كما أطلقت أبواق السيارات والألعاب النارية في شوارع مدينة غزة. وعلى الحدود، خيم الهدوء على جانبيها مساء الأربعاء وصباح أمس بعد سقوط عدد من الصواريخ في إسرائيل خلال الساعات الأولى بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ مساء الأربعاء. وقالت الشرطة الإسرائيلية: «إنه لم تقع أي خسائر بشرية أومادية». وتوسطت الحكومة الجديدة في مصر بالتعاون مع الولاياتالمتحدة في اتفاق التهدئة الذي حال في الوقت الحالي على الأقل دون القيام بغزو بري إسرائيلي لقطاع غزة. وقال مسؤولون طبيون في غزة: «إن 162 فلسطينيًا أكثر من نصفهم مدنيون وبينهم 37 طفلاً و11 امرأة قتلوا في الصراع». وقال الجيش الإسرائيلي: «إن ما يقرب من 1400 صاروخ أطلقت على إسرائيل مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجندي». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: «إن إسرائيل أسقطت قذائف على قطاع غزة تزيد ألف مرة عما سقط في إسرائيل». وبدأ عمال البلدية في غزة في تنظيف الشوارع وإزالة أنقاض المباني التي تعرضت للقصف في الغارات الجوية الإسرائيلية. وفتحت المتاجر أبوابها وأقبل الناس عليها لشراء السلع الغذائية. وقال خليل الراس (51 عامًا)من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة: «تعلمت إسرائيل درسا لن تنساه أبدًا». وفي البلدات التي ضربتها الصواريخ بجنوب إسرائيل ظلت المدارس مغلقة في إجراء احترازي. وثارت حالة من التوتر عندما انطلقت صفارات الإنذار غير أن الجيش سرعان ما أعلن أنه إنذار كاذب. وفي الوقت الذي تغيب فيه الثقة بين الجانبين، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل: «إن حركته ستحترم التهدئة إذا احترمتها إسرائيل ولكنها سترد على أي انتهاكات». وقال مشعل في مؤتمر صحفي بالقاهرة: «إن حماس ملتزمة بالاتفاق ما التزمت به إسرائيل وإن لم تلتزم به إسرائيل فإن «أيدينا على الزناد». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إنه وافق على اغتنام هذه الفرصة من أجل تهدئة طويلة» غير أنه أضاف: «إن الأمر قد يتطلب تبني نهجًا أكثر صرامة في المستقبل»، وينص اتفاق التهدئة على التزام الجانبين بوقف كل الأعمال العدائية بحيث تحجم إسرائيل عن أي قصف أوتوغلات أواستهداف للمدنيين بينما توقف جميع الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ وشن الهجمات عبر الحدود. ويقضي الاتفاق أيضًا بتخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على سكان القطاع الذين يعيشيون فيما يصفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه «سجن مفتوح». وذكر الاتفاق أنه سيتم «التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ».