عاشت أم السلم والمرتج والسير وعوصه وعصير وأحياء أخرى واقعة على ضفة وادي الابواء الجنوبية لحظات عصيبة داخل مساكنهم خشية التعرض لمداهمة السيول ومخاطرها إلا أنهم فوجئوا بدخول السيول عليهم مع النوافذ والأبواب. واصيب الاهالي بالذهول غير مصدقين أن الاماكن التي عاش فيها أجدادهم تطغى عليها مياه السيول ولم يتوقعوا أن المصدات الترابية التي تسهم في حماية القرية أنها ستذوب في ثوان امام تيارات سيل الابواء الهادر وهو ما جعلهم يسارعون بالخروج للنجاة بأطفالهم وأرواحهم. ويقول أبو ياسر المحمدي انه في ظل تلف وتلوث كل اللوازم الغذائية بمنازل الأهالي وتقطع الطرق وعدم قدرتهم على الوصول الاماكن التي تبيع المواد الغذائية اضطر بعضهم الى النزول الى مساكنهم والتفتيش عن لقمة عيش يقيمون بها صلب أطفالهم الا أن السيل اتى على كل شيء مما اضطرهم الى غسل الارز بمياه السيول وطبخه. وواجه السكان صعوبة في ايجاد حليب الاطفال وعلاج مرضى السكر والضغط وعاشوا في معاناة حقيقية. ويقول ابو مؤيد المحمدي إنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية حتى الساعة الواحدة ظهرا واوضح أن شدة البرد أحرجت الاباء والامهات مع أطفالهم حين يرونهم يرتجفون من شدة البرد ولكن يعجزون عن عمل شيء حيالهم. وذكر جهاد زكي اليوبي أن الاهالي لم يخرجوا الا بملابسهم التي كانوا يرتدونها حين هطول الامطار وعندما ارادوا تغييرها والبحث عنها وجدوها وقد غمرت بالمياه والطين فلم تعد صالحة للاستعمال. وقال عبدالله علي المحمدي: «لقد اضطررت الى اقتطاع اعداد من قطع ملابس أطفالي من أجل تقديمها لاطفال احدى الاسر المتضررة. وأضاف نايف المحمدي أن مياه السيول لوثت مياه الشرب بعد تسربها داخل خزانات المياه ولم يعد لدى الاهالي ماء صالح لشرب وأنهم في أزمة مياه حقيقية. وأكد عبدالمطلوب أنهم واجهوا صعوبة بالغة في عملية الانقاذ لان السيول أحاطت بالمنازل وهناك أعداد من غرف الصرف تهدمت واماكنها غير معلومة للمنقذين مما زاد من معاناة المتضررين. الظلام الدامس وذكر نبيل المحمدي انه بالرغم من ضيق الاماكن التي لجأ اليها المتضررون وقضوا فيها ليلتهم الحزينة الا ان الظلام زاد الامر سوءا وحرمهم اعادة شحن جوالاتهم وبالتالي ضيق عليهم فرص التواصل مع أقربائهم. وأضاف بقوله إن الطلاب والطالبات فقدوا كل مستلزماتهم المدرسية من كتب وملابس وادوات دراسية أخرى وخرجوا بما يرتدون لحظة مداهمة السيول لهم كما أن العديد من الاجهزة التقنية والحاسبات تعرضت للتلف والدمار وكذلك الاجهزة المنزلية الكهربائية منها على وجه الخصوص. وبين عبدالرحمن اليوبي ان اسرته فقدت كل شيء فالأثاث من غرف نوم ومراتب وسجاد وموكيت جميعها تعرض للدمار والتلف، وتحدث اسامه مبارك اليوبي عن انقطاع التيار الكهربائي وطالب شركة الكهرباء بمضاعفة الجهود من اجل اعادة التيار حيث اقتلعت السيول خمسة أعمدة للكهرباء فانقطع التيار عن القرى الواقعة في جنوبالوادي بكاملها. وطالب السكان بسرعة جلب معدات لاعادة تاهيل الطرق وفتحها امام العابرين بالدرجة التي تمكن السيارات من السير معها وقالوا إنهم فقدوا العديد من سياراتهم التي طمرت بالمياه تماما وقالوا إن مدرسة الحي قد غمرتها المياه.