لم يتمكن صغار 18 أسرة فقيرة بحي ميث برابغ أول أيام العيد من ارتداء الملابس الجديدة، والشعور بفرحة العيد بعد أن وجدوا أنفسهم يتنقلون بين الملاجئ، وعند الجيران فيما ظلت أجهزة منازلهم الكهربائية تسبح داخل مساكنهم، والماء والطين يغمر ملابسهم، وكافة مقتنياتهم وأغراضهم. وقال مواطنون إن سيل الأربعاء حوّل حيهم إلى برك من المياه الراكدة، وأجبرتهم على الخروج من مساكنهم بملابس النوم مطالبين بإيجاد مساكن ملائمة ريثما يتم إعادة تأهيل مساكنهم وتأثيثها من جديد، خاصة أنهم من الفقراء والأرامل والمسنين الذين لا يتعدّى رصيدهم قوت يومهم، ورأسمالهم ما كانت تحويه مساكنهم، وليس لديهم أرصدة بنكية، أو مصادر دخل من خلالها يستطيعون تعويض ما فقدوه. وطالب المتحدثون الجهات المعنية بإيجاد قنوات لتصريف مياه السيول والعمل على شفط المياه الراكدة حاليًّا. "المدينة" التقت بعض سكان الحي، وبيّنوا معاناتهم برك من المياه. معتق عاتق اليوبي وراضي البلادي قالا إن حي فقراء رابغ الخيري تحوّل إلى مستنقع. وغرف مساكنهم تحوّلت الى برك مياه، والمياه أتلفت كافة الاجهزة من ثلاجات وغسالات وتلفزيونات وغيرها، ودمرت الفرش والكنب والملابس، ولم يبق لنا سوى المكيفات! ونحن 18 أسرة قام الدفاع المدني بإنقاذنا ومساعدتنا، وإيواء البعض إلاَّ أن عددًا من المتضررين اضطروا للسكن مع معارفهم في بقية أحياء رابغ، وطالب اليوبي التعجيل بحصر أضرارهم وتقديم ما يعينهم على توفير غذاء وكساء أطفالهم، وأبدى استياءه من تأخر اللجان وعدم حصولهم على أي مساعدات حتى صباح اليوم الرابع، وقال وعدونا باليوم الثالث، وبقينا متجمعين أمام حيّنا حتى العشاء، ولكن لم يأتِ أحد. الحواجز الترابية مسعد ناجي ذكر أن معاناة فقراء رابغ مع السيول يمكن حلّها بمد أنبوب من طرف الحي نحو الشمال لتصريف مياه السيول أولاً بأول، علمًا بأن المسافة لا تتجاوز 90 مترًا، وطالب الجهة المعنية بالتحرك السريع لشفط مياه السيول، وإزالة الحواجز الترابية التي شكّلتها سفلتة الشارع الشمالي. وقال منسي البلادي إن سيول صعبر ورابغ والنويبع تسببت في جرف الكثير من سيارات وممتلكات المواطنين، والحقت بها أضرارًا جسيمة، وطالب بحصر الأضرار ومساعدة المتضررين. انخفاض الحي رئيس بلدية رابغ المهندس محمد فقيه قال إن انخفاض الحي كان سببًا لانجراف السيل ومداهمته للمنازل، ووعد بعمل ما يمكن عمله لتخفيف آثار مياه السيول.