نشر موقع جامعة ثندربيرد الأمريكية بتاريخ 24/8/2012م مقالاً بعنوان "عندما يأتي الضر من الرؤساء: اختراق مأزق العرقلة" (When Bosses Do Harm: Breaking the Hindrance Trap ) تحدث فيه الأستاذان في الجامعة كانانراماس واميوبل ينجدال عن الشركات التي تنجح بالرغم من ضعف رؤسائها حيث اجريا دراسة شملت مائتين وخمسين مديراً في سبع وثلاثين دولة واتضح فيها أن 60% من المشاركين ذكروا أن شركاتهم أو أقسامهم تعتبر ناجحة بالرغم من ضعف الرئيس أو عدم فعاليته، وأن 15% فقط قد اعتبروا رؤساءهم عاملاً حاسماً في نجاح الشركة، وأن معظم القادة غير الفاعلين لا يدركون مدى ما يسببونه من ضرر وعرقلة لشركاتهم. عزا الكاتبان ظاهرة الرئيس المعرقل إلى ثلاثة أسباب، أولها أن بعض الرؤساء يمكن أن يكونوا متميزين في وضع الاستراتيجيات العامة والنظر إلى الآفاق العريضة ويتركون التفاصيل للآخرين، ولا ضير في ذلك إلا إذا كان هذا التفويض منفصلاً عن المتابعة والتحقق. السبب الثاني هو انتشار ثقافة السكوت، حيث لا يجرؤ أحد على تنبيه الرئيس إلى أخطائه أو أوجه القصور لديه، وأما السبب الثالث فهو النجاح ذاته إذ إن النجاح يستر الأخطاء ويغطي العيوب ويذكي روح القناعة التي تصد عن سبيل مزيد من الإتقان والتفوق. ولعلاج هذه الظاهرة يقترح الكاتبان على كل الرؤساء حتى من كان منهم لا يشعر أنه معني بهذه القضية أن يلتزم بثلاثة أفعال هي التوضيح والإلهام والتمكين.. التوضيح بمعنى أن يسعى الرئيس دائماً إلى توضيح الأهداف الإستراتيجية للمنشأة وتطلعاتها حتى يتمكن العاملون من الربط المستمر بين ما يؤدونه من مهام وهذه الأهداف ويشجعهم على اكتشاف التباين إن وجد، والإلهام بمعنى ربط الأهداف الإستراتيجية بالقيم وإشعار العاملين بأهميتهم الفردية والجماعية في المنشأة مما ينمي الشعور بالانتماء ويحد من اللامبالاة، أما التمكين فهو أن يشعر الرئيس بأنه خادم لزملائه وليسوا خداماً له وأن مسئوليته تتمثل في تمكين مرؤوسيه من أداء مهامهم عن طريق التدريب والتفويض وتهيئة الوسائل المواتية للنجاح، أما إذا نظر الرئيس إلى مرؤوسيه بترفع واستهان بقدراتهم وخبراتهم فإنهم بدورهم سوف يتركونه وشأنه ولن يكترثوا إذا ما تفوق أو حقق الحد الأدنى من النجاح أو حتى أخفق. يقول الكاتبان إن انتقاد الآخرين ولومهم دائماً أسهل من نقد الذات.. ولكنك إن نظرت إلى مرآة أعمالك يوماً ووجدت ما يمكن تحسينه فأنت على طريق النجاح والإتقان. [email protected]