الأمثال هي فنّ أدبي ينساب على اللسان، ويُحفظ في الأذهان، ولها تأثير قويّ لسهولة لفظها، وبديع تشبيهها، وروعة كنايتها، وإصابتها للمعنى والمغزى!. والأمثال تُقال للتعبير عن أحوالٍ ثابتةٍ للناس، في كلّ أوجه الحياة، وفي كلّ زمانٍ ومكان!. غير أنني رصدتُ من قريب، تغييراتٍ يُجريها الناسُ لأمثالٍ كثيرة، تكيّفاً مع أحوالهم الجديدة ومراعاةً لها!. أعطيكم نموذجاً واحداً، يتعلّق بالعمل وعدوته اللّدودة.. البطالة: إنه المثل (مَنْ جَدّ وَجَد وَمَنْ زَرَعَ حَصَدْ)، الذي نقوله في المناسبات الدراسية تشجيعاً للدارسين والدارسات، إذ غيّره الناس إلى (مَنْ جَدّ مَا وَجَد وَمْنْ تَخرّجَ قَعَدْ)، وفعلاً يحصل هذا للكثير منهم، يجِدّون فما يجدون ثمرة جِدّهم، ويزرعون في أمخاخهم مناهج دراستهم الابتدائية والمتوسطة والجامعية التي تستغرق 17 سنة وأحياناً 22 سنة بالماجستير والدكتوراه، زراعة ً تُكلّف المليارات، في الهواء الطلق وداخل البيوت المحمية، فما يحصدون إلاّ قعوداً في البيت يجلب الشقاء والكآبة!. ومثلما كان يقول داعية الحقوق المدنية، الأمريكي مارتن لوثر كينج (I have a dream) أقول أنا ولكن بالعربي: أنا لديّ حلم، أو بالأحرى حُلُمان: الأول بالطبع هو حلّ مشكلة البطالة حلاً جذرياً تُرْمى معه في زُبالة التاريخ!. والثاني هو إنقاذ أمثالنا الإيجابية من التغييرات السلبية، ما تعلّق منها بالعمل والبطالة، وما تعلّق منها بغيرهما من أوجه الحياة، لكن كيف؟ بسيطة بتحسين أحوال الناس فما غيّر بعضهم الأمثال إلاّ بعد تراجع أحوالهم، وإن كانت الأمثال تراثاً مهماً كونها غِذاءً للفِكْر، فتحسين الأحوال أهمّ لأنه غِذاء للروح والفِكْر والجسد!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari [email protected]