أكد نائب السفير السعودي في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور حمد الهاجري خروج جميع الطلاب السعوديين الذين أصيبوا في الأردن مساء أمس الأول، من مستشفى ابن الهيثم بمحافظة أربد شمال عمان موضحًا في الوقت نفسه أن حالتهم الصحية مستقرة. وأوضح الهاجري أنه تم تأمين قيمة علاج الطلبة السعوديين على حساب السفارة. وقال الهاجري ل»المدينة» إن السفارة بُلِّغت أمس الأول في الساعة التاسعة مساء بتعرض ثلاثة طلاب سعوديين للطعن بآلات حادة بمدينة أربد في الأردن أثناء عودتهم من أحد المراكز التعليمية في شارع الجامعة بأربد، مبينًا أن الطلاب نُقلوا إلى المستشفى بعد أن سُلبت منهم أجهزة إلكترونية تمثلت في جهاز محمول وآيباد كانت بحوزتهم، وأنه عُثر عليها لاحقًا وسلمت للطلبة بعد خروجهم من المستشفى. وبيّن الهاجري أن حالة الطلاب مستقرة، مشيرًا الى أنه والسفير السعودي بالأردن فهد الزيد ونائب قسم شؤون الرعايا السعوديين متعب الخزيم وعددا من موظفي السفارة قد قمنا بزيارتهم للاطمئنان على حالاتهم الصحية. وتزامن الاعتداء على الطلاب السعوديين مع موجة الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة في الأردن، إثر قرار الحكومة الأردنية رفع أسعار المحروقات. وكانت سفارة السعودية في عمَّان قد حذرت الموظفين والطلاب السعوديين في الأردن من الذهاب للميادين العامة والوقوف عند مناطق التجمعات والتظاهرات، ودعتهم للابتعاد كليًا عن منطقة العبدلي ودوار الداخلية في العاصمة عمّان، وكذلك عدم الذهاب للدراسة بالجامعات وسيتم تسوية مواضيع غيابهم مع جامعاتهم عن طريق الملحقية الثقافية بالأردن. وأكد الهاجري على جميع الطلاب والطالبات والرعايا السعوديين بالأردن بالتواصل مع السفارة بأي وقت عند حدوث مكروه -لا قدر الله- وأن عليهم الابتعاد عن التجمعات والمسيرات والالتزام بمقار سكنهم وعدم الذهاب للجامعات بمثل هذه الظروف حتى تصلهم رسائل السفارة أو الملحقية، مؤكدا على الجميع الالتزام بتعليمات الأمن الأردني. طالب يروي الواقعة «المدينة» قامت بالتواصل مع الطلاب السعوديين المصابين حيث تحدثوا عما تعرضوا له، حيث قال الطالب عبدالحميد العنزي طالب طب إنهم وأثناء عودتهم من مركز لتعليم الدروس الخصوصية استوقفتنا سيارة حمراء بها تسعة أشخاص أردنيون، وقاموا بالنزول والتحرش بنا وطلب المبالغ المالية التي بحوزتنا وأجهزة الآيباد والمحمول ورفضنا إعطاءهم أي شيء، وبدأوا في ضربنا بالأسلحة البيضاء التي يحملونها والهراوات وكنا نتماسك معهم، وكان الطعن يأتينا من الخلف والضرب حتى سقطنا على الأرض كوننا قلة وهم كثرة، ووسط تجمع للأردنيين الذين اكتفوا بالمشاهدة فقط، نتج عن ذلك قطع أذن زميلي عبدالله محارب وسقوطه مغشيا عليه، فيما أصيب زميلي الآخر فيصل العنزي بجرح قطعي بالرأس بطول 20 سم وإصابته بطعنات متفرقة بمنطقة الظهر والرقبة، فيما أصيب زميلي بدر الحيدري بجرح بالرقبة الذي ذهب الى أحد الكوفي شوبات وهو مكان لملتقى الطلاب السعوديين والخليجيين، ووصلنا وهو ممتلئ بالدم، وأشار الى أن نلحق بزملائنا هناك قبل قتلهم وأغمى عليه، وقام مجموعة من الزملاء بإسعافه، واتجهت أنا وآخرون للمكان الذي أشار علينا به الحيدري ووجدنا زملاءنا مغشيا عليهم وقمنا بنقلهم للمستشفى وكان ذلك في مساء الأربعاء الماضي حوالي التاسعة مساء، وبعد نقلهم أدخلوا غرف العمليات مباشرة حيث قام الكادر الطبي بإرجاع جزء من أذن زميلي عبدالله محارب ومعالجة زملائي الآخرين، وطلب منا مغادرة المستشفى وبقاء المصابين فقط. واضاف الطالب عبدالحميد العنزي: قمنا بإبلاغ السفارة بما حدث وكان لموقف الدكتور حمد الهاجري الأثر الأكبر في نفوسنا فقد قام بتهدئتنا وقام بالوصول إلينا ظهر اليوم الثاني وبقي معنا، ولا ننسى وقفة السفير السعودي ونائب رئيس قسم شؤون السعوديين متعب الخزيم الذين قدموا الينا وزارونا بمنزلنا وذهبوا لزملائنا بالمستشفيات وزاروهم، بعد ذلك توجهنا للمركز الأمني بأربد حسب طلبهم لأخذ الإفادات وكان هذا مساء الخميس المنصرم. واستطرد العنزي: بعد دخولنا بعشر دقائق قام متظاهرون بالهجوم على المركز الأمني في محاولة للتخريب وقمت بأخذ زملائي المصابين والهروب لسطح المبنى الأمني وقمنا بالاتصال بالدكتور حمد الهاجري الذي أمن لنا الخروج من المركز وسط الحشود من المتظاهرين بواسطة المخابرات الأردنية وما زلنا بشققنا خوفا من أي اعتداءات متكررة. وأضاف: قمنا يوم أمس بأداء صلاة الجمعة بالجامع وقامت مضاربات داخل الجامع قبل انتهاء الخطبة واندلعت المواجهات خارج الجامع مما أدى الى تدخل قوات الدرك الأردنية. منع مغادرة السعوديين من جهة أخرى علمت «المدينة» من مصادر مطلعة أن الحدود الأردنية منعت مغادرة السعوديين أراضيها منذ يوم أمس الأول حتى يوم أمس، وقد سمحت للبعض بالمغادرة بعد تأمين الطريق بنقاط تفتيش أمنية، وما زال الطلبة والطالبات السعوديين بمحافظات الأردن في كل من معان, الطفيلة, أربد, الزرقاء, المفرق, العاصمة «عمان» في قلق على وضعهم، مطالبين السفارة بتأمين سكن لهم بالعاصمة الأردنية «عمان» حتى انتهاء المواجهات الدامية.