استقبل الأدباء والمثقفون بالبشرى والترحاب إعلان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن انطلاق فعاليات مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع خلال الفترة من 28 جمادى الأولى إلى غرة جمادى الآخرة 1434ه، حيث اعتبره عدد من الأدباء والمثقفين ترسيخًا لفكرة إقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي كل عامين كما أعلن عن ذلك خلال المؤتمر الثالث، كما رأى الكثير من الأدباء أن فكرة إقامته هذه المرة تزامنًا مع فعاليات اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية تعد فكرة موفقة من حيث اختيار الزمان والمكان المناسبين لانعقاد هذا المؤتمر، ولما تمثله هذه المدينة من قيمة أدبية وثقافية أسهمت عبر مراحل التاريخ إسهامات متعددة ومتشعبة في مجالات الأدب المختلفة، ووضعت من خلال ذلك بصمة ثقافية نجدها اليوم شاهدة على مراحل من التطور الأدبي والفكري الذي مرت به، والذي قاده عدد من الأدباء والمثقفين عبر مراحل مختلفة من عمر التاريخ. ويدرس المؤتمر في دورته هذه عددًا من المحاور التي تعنى بالأدب السعودي، حيث يناقش المحور الأول الأدب السعودي والتقنية والذي يضم ثمانية موضوعات رئيسية يأتي على رأسها إشكاليات الأدب التفاعلي، فيما يأتي المحور الثاني بعنوان الأدب السعودي والآخر والذي يضم أربعة موضوعات رئيسية عن تمثيلات الآخر في الأدب، وترجمة الإبداع السعودي، وأثر الجوائز في الأدب إبداعًا ونقدًا، وجاءت الفنون عنوانا رئيسيا للأدب السعودي بالمحور الثالث. المدينة استطلعت عددًا من الآراء حول إقامة هذا المؤتمر، وما هي التطلعات والآراء والأفكار التي يطمحون إلى تحقيقها وإلى توفرها في هذه الدورة من عمره، فإلى تفاصيل هذه الآراء. بداية يصف أستاذ الأدب السعودي الحديث الدكتور معجب الزهراني أن عودة مؤتمر الأدباء على الساحة الثقافية في المملكة يعد أمرًا إيجابيًا يسهم بشكل فاعل في دفع الحركة الأدبية ويضاعف من عجلة الثقافة المنشودة، وأضاف أن اختيار المدينةالمنورة لهذه الدورة من المؤتمر تزامنًا مع مناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية يسهم أيضًا في الاحتفاء الجيد بهذه المناسبة، مؤكدًا على أن توجيه جميع فعاليات الوطن الثقافية والأدبية الكبيرة إلى هذا المكان لتكون هي الحدث وهي المسيطر من أجل أن تحظى بسمعة من بين بقية العواصم العربية والإسلامية ولأن تكون محطة أنظار الكثيرين في مجال الأدب والثقافة والفكر كما هي واجهة الكثيرين دينيًا وروحانيًا. وعلق الناقد الروائي الدكتور حسن بن حجاب الحازمي على ذلك بقوله: أن وزارة الثقافة والإعلام تعمل بشكل واضح وجدي من أجل إعادة صورة هذا المؤتمر إلى أذهاننا بعد أن غاب لسنوات طويلة، فمنذ انعقاد المؤتمر الثالث بالرياض قبل عامين ظن الكثير أن المؤتمر في دورته الرابعة ستتأخر لسنوات طويلة قبل انعقاده، ولكن الوزارة والعاملين فيها أصروا على انعقاده كما أعلنوا عن ذلك سابقًا كل عامين في مدينة من مدن المملكة، وقد اختاروا المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013 محطة له هذا العام، وكم هو اختيار صائب وموفق أن تتزامن هذه الفعالية مع هذا الحدث الكبير الذي شهدناه في اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية سابقًا واختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية في وقت سابق أيضًا. وختم الحازمي حديثه بالإشارة إلى أن المؤتمر يتناول محاور مهمة تعنى بدراسة الأدب السعودي وتناقش قضاياه المتعددة من خلال الأدب السعودي والتقنية، الأدب السعودي والآخر، والأدب السعودي والفنون. وتساءل أستاذ الأدب السعودي الدكتور مرزوق بن تنباك عن توصيات مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي عقد في الرياض، وما الذي حل بها وما الذي نفذ منها وما لم ينفذ، واعتقد بن تنباك أن الحرص على تنظيم هذا المؤتمر أمر إيجابي وتكريس البحوث العلمية لمناقشة عدد من الموضوعات المهمة التي تلامس قضايا تخص الأدب والأدباء السعوديين وأن ذلك أمر في غاية الأهمية ولكن الاهتمام بما يتمخض عن كل مؤتمر من توصيات ونتائج هو الأمر الأهم الذي ينبغي التركيز عليه والسعي إلى تحقيقه على أرض الواقع، بل هو الضمان الوحيد لاستمرارية هذا المؤتمر واستمرارية تفاعل الأجيال معه دورة بعد أخرى.