منذ انطلاقة مؤتمر الأدباء السعوديين الأول في العام 1394ه والثاني 1419ه وما خرجا به من توصيات كان لها أثرها على الساحة الأدبية والثقافية والفكرية في المملكة، ظلت الساحة الثقافية تترقب قيام المؤتمر الثالث والذي أصبح في حكم الواقع المنتظر انعقاده بمدينة الرياض في الفترة ما بين 27 إلى 30 ذي الحجة الجاري تحت عنوان “الأدب السعودي.. قضايا وتيارات”.. الأمر الذي يرفع السؤال إلى السطح استجلاء للأثر الذي يمكن أن يحدثه المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين في دعم حركة الفكر والأدب، استنادًا لما سبق، وتطلعًا لما سيأتي.. الإجابة عن هذا السؤال والمحور المهم الذي طرحه “الأربعاء” تقرأ في سياق من شاركوا في هذا الاستطلاع.. توصيات حبيسة الروائي يوسف المحيميد استهل قائلاً: أعتقد أن عقد مؤتمر للأدباء يجعلنا أمام مسألة مهمة جدًّا، خصوصًا أن هذا المؤتمر هو المؤتمر الثالث عمّا حدث في المؤتمرين السابقين؛ لأننا وبكل بساطة وفي معظم المؤتمرات نقترح أو نتوصل إلى توصيات مهمة جدًّا ومجرد قراءة هذه التوصيات تشعرنا أن من الممكن أن تنتقل الثقافة أو تقفز إلى مستوى عالٍ جدًّا لكن ما يحدث على أرض الواقع أنها تبقى حبيسة كونها توصيات، وأتمنى شخصيًّا خصوصًا حينما اطلعت على بعض المحاور لهذا المؤتمر أن نصل إلى توصيات جيدة ومميزة في هذه الحقول التي تناولتها محاور المؤتمر، وأن تتخذ هذه التوصيات أرض الواقع وتتحقق أو على الأقل حتى نكون عقليين تجاه الوضع الطبيعي لكثير من التوصيات التي تطرح في العالم أن يتحقق منها نسبة عالية؛ لأننا معنيون في هذا المؤتمر بالثقافة بالداخل لأنه عندما تفعل ثقافتنا في الداخل من الممكن ببساطة شديدة جدًّا أن تصل إلى الخارج. ويضيف المحيميد: المأزق الحقيقي الذي يواجهنا وهو يجب أن يطرح في المؤتمر وقد يتداخل مع العديد من المحاور التي ستطرح في المؤتمر هي أزمة الرقابة كأزمة الكتاب مع الرقابة رغم الانفراج إلى حد كبير في مستوى الرقابة على الكتاب سواء الكتاب المطبوع لدينا أو الكتاب الذي يطبع في الخارج وخصوصًا ما يطبع في الخارج هو الذي حصل معه بعض الانفراج ولكننا لازلنا نعاني من أزمة الرقابة، وأنا اعتقد أن أول شروط صناعة ثقافة حقيقية سعودية هو انفراج أزمة الثقافة وهو في اعتقادي ما سيطرح ضمن محاور المؤتمر، أتمنى أن نصل في هذا المؤتمر إلى توصية تقول بأنه تسند أمور الرقابة على الكتاب إلى دور النشر الخاصة تمامًا مثلما حدثت بأن أسندت الرقابة إلى دور النشر العامة أو الأندية الأدبية بالمملكة وما حدث خلال سنوات أن تولت هذه الأندية الأدبية رقابة كتبها بنفسها وهي تقوم بالطباعة والرقابة على الكتب فيما لو حدثت هذه النقلة وتولت دور النشر الخاصة هذه المسألة اعتقد أنه سوف تتحول صناعة الكتاب إلى مرحلة متقدمة في السعودية. ويختتم المحيميد قائلاً: وفي اعتقادي إن ما يقام من بعض البرامج التي قد تدعم الثقافة غير مجدية ولن تضيف إلينا أو نضيف إليها ومنها الأسابيع الثقافية أما عن الحضور الأدبي السعودي فهناك أسماء لها حضورها في المشهد الثقافي العربي وأملي أن يتحول مركز النشر في بيروت إلى الرياض أو جدة أو الدمام واعتقد أنه من ضمن هموم الأدباء التي يحلمون بها كثيرًا هي تفعيل فكرة اتحاد الأدباء السعوديين. خروج من الهامشية ويرى الكاتب عبدالله ثابت أننا في مرحلة زمنية حساسة وكثيرة الأهمية يتوجب علينا فيها أن نعي أن الثقافة والمعرفة صارت هي الرهان وهي شرط الحضور والجلوس على مائدة العالم مع القوى الكبرى التي تصنع مصير هذا الكوكب، لذلك يجب أن نغير نظرتنا إلى الثقافة والأدب بشكل أكثر خصوصية أو الأدب تحديدًا وأن نخرجه من تلك الهامشية التي كان يعامل بها هو والثقافة. ويتابع ثابت حديثه مضيفًا: يجب في رأيي أن يخرج الأدب والأديب والثقافة والمثقفون من حالة الهامشية التي كان يعيشها ويعامل بها وأن يعامل وتعامل الثقافة والأدب على أنها واحدة من أهم مفاتيح صناعة التحولات وبناء حضورنا الفاعل والحقيقي في النسيج الكوني والعالمي ونعول كثيرا على مثل هذا المؤتمر ونعول على الأشخاص القائمين عليه ونعول على معالي الوزير تحديدًا لأنه ليس غريبًا ولا بعيدًا لا عن الثقافة ولا عن الإبداع والشعر نعول عليه لأنه الأكثر التصاقًا بهموم الثقافة وأوجاعها وما تعانيه ونحلم، ونأمل أن يكون مثل هذا المؤتمر نقطة بداية حقيقية لتكون الثقافة والمثقفين والأدب والأدباء في السعودية شيئًا فاعلاً ومؤثرًا وله الحسابات التي تتحرك في ضوئها موازين التحولات وصناعة المجتمع بشكل أشمل وأعمق فنحن حاليًا نفترض أنه أصبح لدينا من الرصيد الثقافي ومن التجربة الإبداعية ما يجب أن تعمل مؤسسة كبيرة مثل وزارة الثقافة على إيصالها لكل مكان في العالم، والأهم من كل هذا أن تصبح وزارة الثقافة عبر هذا المؤتمر أو عبر كل نشاطاتها وفعالياتها سورًا وحصنًا لحماية المثقف ورعاية همه وحياته وهذا واجبها الثقافي والأخلاقي والوطني، وأعتقد أنه يجب على هذا المؤتمر أن يناقش مثل هذا الموضوع ولو تم فعلاً تشكيل رابطة للكتاب السعوديين بعد هذا المؤتمر فستكون هذه الخطوة جيدة وانتظرناها طويلاً، والحمد لله أننا بدأنا نتجه في الطريق الصحيح. دعم منتظر وبرأي الدكتور صالح الزهراني أن ثقافة المؤتمرات هي ثقافة مهمة لدعم أي حراك ثقافي لأنه يلتقي الأدباء والمثقفون على مائدة واحدة ويفكرون بصوت مسموع ويتحدثون في القضايا التي تلح على الأديب السعودي إبداعًا ونشر وتسويقًا.. ماضيًا من ثم إلى القول: أعتقد أنه كان يجب أن يعتقد هذا المؤتمر قبل فترة طويلة، حيث عقد المؤتمر الأول في منتصف التسعينيات هجرية ثم عقد المؤتمر الثاني عام 1419 ه والآن بعد تقريبًا بعد 11 عامًا ينعقد المؤتمر الثالث بعد هذه الفترة الطويلة لا شك انها ستؤثر على حركة الأدب في المملكة فيجتمع الأدباء من شرق المملكة وغربها وشمالها وجنوبها لمناقشة قضية من قضايا الأدب، والسنة هذه كان المؤتمر مفتوحًا لجميع محاور الأدب السعودي -وإن شاء الله تعالى- سيكون في المؤتمر الرابع قضية محددة من هذه القضايا الكبرى فعندما يلتقي أطياف المجتمع والنخبة ويتحاورون في هذه القضايا لابد أنهم يصلون إلى رؤية تحملها ثقافة المؤسسة وهي وزارة الثقافة والإعلام ولعلها بعض الرؤى والتوصيات والتي ستطرح في هذه الأبحاث دائمًا المؤسسة بحاجة أن تأخذ القرار من أصحاب القرار لا يمكن لأحد أن يتلمس مشكلات الأديب السعودي ولا يعبر عنها إلا صاحب الإبداع نفسه فعندما يجتمع هؤلاء الروائيون والشعراء وكتّاب القصة والنقاد والمثقفون ويتداولون هذه القضايا وكل واحد يدلي بمشكلاته مع الإبداع مع النشر مع التسويق مع الدعم الحكومي للإبداع أنا في اعتقادي أننا سنخرج بشكل شامل للقضية وسندرك حجم المشكلة. ويضيف الزهراني: والحقيقة أن صوت الأديب السعودي ضعيف جدًا في الوسط الثقافي العالمي والعربي وما وجدناه من أصوات استطاعت أن تكتب لنفسها حضورًا هي جهود ذاتية لم يقدم لها أي دعم ويجب اليوم ونحن نتحدث عن ثقافة مؤسسة وعن جودة في العمل أن الوزارة تتبنى خطة لدعم الأديب السعودي، ونشر أعماله وترجمتها ودعمه أيضًا ولقد سمعنا عن صندوق الأدباء السعوديين منذ أكثر من 3 سنوات ولم يجد في الأمر شيئًا وسمعنا عن لوائح للأندية الأدبية ولم يحضر شيء منها هذه الأمور لا شك أنها ستؤثر على الأدب السعودي، وانا في اعتقادي -إن شاء الله تعالى- أن هذا المؤتمر الثالث سيفتح النافذة لاسيما أن معالي الوزير من الذين اصطلوا بنار الأدب -وإن شاء الله- أنه سيتفهم مطالب المبدعين مطالب الأدباء والمثقفين وأن هذه المطالب ستتحول إلى خطة عمل في المستقبل القريب -إن شاء الله تعالى- فنحن عندما ننظر في اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية فلما تنظر في الإنجازات التي قدمت لا تليق بمستوى هذه الفعالية، إذ تم اختيار اليمن عاصمة للثقافة العربية فأخرجوا 500 كتاب وأكثر من 5000 فعالية والذي يخرج عندنا هو كتاب واحد ومؤتمر واحد للأدباء السعوديين الذي سيعقد وهذا لا يمكن أن يقال إن لدينا فعاليات مؤدية دورها بالشكل المطلوب وفي اعتقادي أنه ليس مهمًا البحوث التي تلقى في المؤتمر إنما المهم أن يلتقي الناس ويفكرون بصوت مسموع وينقلون آرائهم وأفكارهم إلى المسؤولين يقولون هذه مشكلاتنا ليس لدينا دعم للمبدعين، ليس لديكم خطة لنشر الأدب ليس لديكم خطة للترجمة ليس لديكم خطة لدعم المبدع فكثير من الأدباء الآن ربما منهم من يعاني أمراضًا وليس لديهم أي رعاية يجب أن يكون هناك رعاية، هل يمكن أن نفكر في تفريغ الأدباء السعوديين المبدعين لإنجاز أعمال إبداعية أنا اعتقد أن هناك دولاً لدينا في العالم العربي أقل منا إمكانيات ولكن لديها برامج وإنجازات رائعة جدا وحققت لأدبها وأدبائها مكانة في المشهد الثقافي ونحن لدينا أدباء لا يقلون عن هؤلاء الأدباء فقط نحتاج إلى من يقف معهم ويدعمهم. مميزات الثالث ويشير الروائي الدكتور سلطان القحطاني إلى ميزة هذا المؤتمر عن سابقيه بقوله: مثل هذا المؤتمر له نكهة خاصة مختلفة عن المؤتمرين السابقين حيث يتميز بأمور كثيرة أولاً أنه تحت رعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين، ثانيًا أن الذي يقوم به وزارة الثقافة والإعلام وهو لفتة كريمة، واستجابة للأدباء الذين طالبوا وأرادوا أن يقام هذا المؤتمر كل سنتين وليكن في كل دورة في مدينة من مدن المملكة العربية السعودية وسيبدأ من الرياض هذه السنة ويتنقل ما بين المدن الرئيسية والهدف من ذلك أن يشمل أكبر شريحة من المجتمع لحضور فعالياته للمناقشة وما يطرح فيه من أوراق وآراء. أضف إلى ذلك أن المؤتمر في دوراته المقبلة يشتمل على تكريم شخصية أو أكثر من الشخصيات الثقافية أو الأدبية التي أثرت الساحة الأدبية بنتاجها وبحراكها وبما قدمته بالإضافة إلى أن هذا هو محرك رئيسي للحركة الثقافية من حيث الإصدارات من حيث المشاركة من حيث الأوراق والبحوث التي ستساهم وستصدر في كتاب يوزع وتكون لها حركة وهو بداية لرابطة تربط الأدباء وتقوم بمساعدتهم وتقوم بالالتفات إلى شؤونهم وإلى الحركة الثقافية، فبالمحصلة هو يعتبر عمودًا فقريًّا للحركة الأدبية والثقافية في المملكة وتحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين. ويضيف القحطاني: هناك تشعبات كبيرة في داخل المؤتمر ما بين نقد وما بين ترجمة وما بين أدب وغيرها من التشعبات المتمثلة في المحاور فهواجس المثقفين أكبر من أن تذكر، ومنها أزمة النشر نفسه والإعلام وحركة الأصوات التي خرجت خارج الحدود قليلة جدًا فلو فتشنا عن الأسماء الفاعلة التي شاركت في المؤتمرات خارج الحدود قد تجدها قليلة، وهذا ليس عيبًا في الآخرين ولكن قد لا تتاح الفرصة للآخرين وقد تكون هناك أسماء هي أصبحت لامعة في الصحافة وفي الإعلام وأصبحت مطلوبة خارج الحدود في اللقاءات وفي المؤتمرات وفي معارض الكتب بينما هناك أسماء لم تتح لها الفرصة أن تعرف خارج الحدود ولكن هناك بداية مشجعة منذ خمس سنوات الماضية أصبح هناك أسماء تشارك في المؤتمرات واللقاءات، أضف إلى ذلك أن ملتقى جدة السنوي لقراءة النص والذي يصدر في مجلة علامات الرائدة والتي أصبحت تدرس في كثير من الجامعات وتطرح في كثير من الملتقيات الثقافية والأدبية، ولذلك نحن نتفاءل هذا العام بالجنادرية وبمؤتمر الأدباء والذي تدعا له شخصيات أن يكون لها صدى، وأن يكون لها حوار وليس فقط حضور يوم أو يومين ويعود إلى مكانه دون تفعيل ونحن نود أن يكون هناك حراك وجدال واطلاع، لأننا الآن في عصر الانفتاح والشفافية وبحاجة إلى أن نطلع الآخر على ما لدينا ويطلعونا على ما لديهم وسبل الانفتاح المتاحة كثيرة منها الشبكة العنكبوتية، ومعارض الكتب والبرامج الإذاعية والصحف والمحطات حتى لا يقول الناس بأننا متقوقعون، وبأننا ندور في حلقة مفرغة. وما يهمنا في مؤتمر الأدباء إضافة إلى المطالب بتقصير مدة المؤتمر حيث تصبح كل سنة أو سنتين هو الديمومة أو الاستمرار فالانقطاع الذي حصل بين المؤتمرين الأول والثاني والثاني والثالث هي 20 سنة وهي فترة طويلة إذ إن الزمن يجري والتطورات كل يوم بالساعة؛ هذا من ناحية أمّا من ناحية أخرى أن نحاول نحن الذين نشترك في هذا المؤتمر أن نقدم أعمالاً جديدة كنقد المرأة حيث إنه مغيب نهائيًا ولكن نقد المرأة لم يظهر ولم يعمل فيه، وأنا أول المطالبين بذلك أمّا ما حصل في مكة نعم أنا من الذين أصيبوا بخيبة الأمل ولو أنني من الذين اجتمعنا وعملنا وأصدر باشراحيل “مكة الجمال والجلال” وهذه كانت باقتراحات من عندنا وبتمويل خاص وكان يجب أن يكون أكثر لكن يجب ألا ننسى أن مؤتمر الأدباء تحت مظلة وزارة الثقافة، ولذلك لا أود أن تكون هذه الفعالية تمر مع الفعاليات الكثيرة التي مرت ولن تترك أثرًا نحن نريد أن يكون هناك صندوق للأديب نود أن يكون هناك رابطة للأدباء والتي طالبنا نحن فيها وغيبت حاليًّا مع انها منتهية ولكننا لا نريد أن نستبق الأحداث ونحكم على أشياء هي لم تحدث بعد ولنتفاءل خيرًا. حراك واسع أمّا الدكتورة إنصاف بخاري فتشارك بقولها: بلا شك إن أثر مؤتمر كهذا في حجمه وتعدد محاوره وكثافة موضوعاته وتشعب قضاياه هو أثر لابد أن يكون كبيرًا وفاعلاً ومحركًا للركود الثقافي والأدبي والإبداعي والنقدي في ساحتنا المحلية، بل لابد أن يكون كذلك نافذة علم ورافد بناء ثقافي جديد إذا اتسم بالجدية والموضوعية وعمق البحث وبعد التأمل وخصوصية التفكير، وإذا جاءت نتائجه وتوصياته بناء على دراسات حريصة وإبداعية وشمولية ومتخصصة وإني لأتطلع من خلال هذا الزخم الموضوعي وهذا الحدث الأدبي المشهود الذي يشمل كافة صور الأدب وقضاياه وعلائقه بالمجتمع وهمومه في مؤسساته الثقافية ومناهجه التعليمية ووسائله الإعلامية وثقافته الإلكترونية وغير ذلك ممّا يحمد للقائمين على بلورة هذا المؤتمر إلى إنجاز علمي طموح ومؤمل للأدب والثقافة في بلدنا هذا العام يكون لافتًا للحدث الأدبي على المستوى العربي والإقليمي.