الشجاعة والشهامة والبطولة والمروءة.. كانت أهم الصفات التي جذبت الناس إلى جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، فسارعوا إلى مبايعته.. وكان من بين هؤلاء الذين انضموا تحت لوائه في منطقة الباحة الشيخ جمل المكي الرفاعي الغامدي -رحمه الله- أحد شيوخ قبيلة غامد في ذلك الوقت، فما أن أشرقت شمس عام 1338 هجرية حتى سارع إلى بيعة ملك البلاد الجديد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والانضمام تحت لوائه لما عرفوا من عدله وصدقه وإصراره الكبير على تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية في أرجاء البلاد، فقام الملك عبدالعزيز يرحمه الله بتسليم البيرق للشيخ جمل المكي، ليقود تحت هذه الراية السرايا التي شاركت في توحيد البلاد من قبائل غامد كافة، ثم اصبح متوارثا لهذه الاسرة حتى بقي الآن مع الشيخ بخيت بن طاحوس المكي. «المدينة» التقت بالشيخ بخيت بن طاحوس في منزله بمحافظة العقيق بمنطقة الباحة، حيث أشار إلى أن اسرة المكي وكل قبائل غامد يفخرون بهذا البيرق الذي سلمه الملك عبدالعزيز يرحمه الله للشيخ جمل، كما نفتخر جميعا بأن شيوخ غامد شاركوا في توحيد هذه البلاد. وقال الشيخ بن طاحوس ان حامل البيرق هو الشيخ جمل بن بخيت بن مطلق بن محمد المكي الغامدي احد مشاهير فرسان الجزيرة العربية، وقد اتصف بالحكمة والحنكة، وتميز بالشجاعة والدهاء، ولم يكن الشيخ جمل المكي فارسا فحسب، بل كان شاعرا ايضا، وقد توارثت هذه الاسرة مهمة حمل البيرق جيلًا بعد جيل حتى تسلمته أنا وليكون شاهدًا لهذا التاريخ الزاخر. ويضيف بن طاحوس أن البيرق سلمه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لهذا القائد الشجاع اعلانا بذلك عن حمله بيرق للواء غامد احد الوية الملك عبدالعزيز، ويشير إلى انه عندما فتح الملك عبدالعزيز الرياض التقى الشيخ جمل بالملك عبدالعزيز وقد بايعه على كتاب الله وسنة رسوله باسم قبائل غامد كافة، حيث توجه الشيخ إلى الرياض ووصل للملك عبدالعزيز في قصره بالرياض، وعند مقابلته قال له الملك عبدالعزيز يرحمه الله: «علومك يا مكي؟» فقال جمل: «علومي خير والصلاة على الرسول من عند قبايلنا ادناهم رفاعه واقصاهم الحضر الزراعه جيناكم مبايعين على السمع والطاعة». فقال له الملك: حياك الله، وقبل البيعه واعطاه الامان له ولمن ورائه، وسلّمه الملك عبدالعزيز آل سعود البيرق (العلم التذكاري). وقد قاد الشيخ جمل المكي «حامل البيرق» سرايا قبائل غامد كافة تحت هذه الراية، حيث شاركوا في توحيد البلاد، كما شاركوا في حصار جدة. ويقول الشيخ بخيت ان هذا البيرق نتوارثه ونحافظ عليه ابا عن جد، لانه رمز للطاعة والولاء لحكومة المملكة من عصر المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى وقتنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الامين، وهو فخر واعتزاز للجميع.