أثناء متابعة البعض للإنتخابات الأمريكية التي حسم الترشيح فيها الأسبوع الماضي بولاية جديدة للرئيس الأمريكي أوباما وجدت أن البعض كان يفضل اوباما من خلال مبدأ التعامل مع من تعرفت عليه خيراً من أن تتعامل مع شخصية جديدة قد لاتعرفها ، والبعض الآخر كان يعارض هذا القول إذ يعتقد أن من تعرفت عليه قد استطعت أن تعرف حدوده وإمكاناته وقدراته وأهدافه والتي قد لاترقى للتطلعات والآمال فقد تكون الشخصية الجديدة فيها مايلبي تلك التطلعات ويحقق ولو جزءا من تلك الآمال . غير أن الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي المعاد انتخابه كان خلال فترة رئاسته الأولى بعنوان ( الأمل والتغيير ) فهل فعلا كان هناك تغيير خلال الأربع سنوات الماضية من أمريكا تجاه قضايانا ، أعتقد إن الأمر كما هو ولم يتغير شيء خصوصاً مايتعلق بأهم قضية عند العرب والمسلمين وهي قضية فلسطين فأمنيات وتطلعات المسؤولين عادت من جديد ، فمن جهته طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برقيته للرئيس الأمريكي إنجاز تسوية دائمة في الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل والدائم على أساس مبدأ حل الدولتين ، أما حماس فقد عبرت عن أملها في أن يلتزم الرئيس الأمريكي (بالحقوق الفلسطينية ) ووقف الإنحياز لصالح إسرائيل وأما أمين عام جامعة الدول العربية فعبر عن أمله في أن يعمل أوباما على السعي من أجل إقامة دولة فلسطينية وإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط تابع الكثير منا هذه الإنتخابات ولكني أشعر بأن حالهم في تلك المتابعة هو أشبه بمن يتابع برنامج مسابقات مثيرا أو يتابع مباراة في كرة القدم ويتطلع المشاهد إلى أن يفوز فريق على آخر بغض النظر عن مايعقب هذا الفوز خصوصاً إن كانت نتائج المتنافسين متقاربة عندها يشتد الحماس ويزيد الإهتمام بهذا الشأن . أن نتابع إنتخابات غيرنا ونستفيد من تجاربهم أمر جميل ولكن الأجمل أن نعمل نحن على إصلاح أوضاعنا وأن نسعى إلى تحسين قدراتنا وتطويرها وأن نصحح من أخطائنا وأن لانتكل على غيرنا ونعتمد دائماً على أنفسنا فلن ينفعنا أحد إن لم ننفع نحن أنفسنا ولن ينفعنا أوباما أو غيره ولو بقي على كرسيه مائة سنة إن لم ننفض غبار الضعف عنا ونصبح أقوياء بما لدينا من إمكانات بشرية ومادية . [email protected]