أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن السياسة الداخلية الأمريكية لعبت دورا بالغ الأهمية في تحديد توجهات السياسة الخارجية الأمريكية وبصفة خاصة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي وتجاه قضية تأمين تدفق النفط من الشرق الأوسط للولايات المتحدة ومن ثم فقد الناس الأمل في إمكان إحداث تغيير كبير في عناصر هذه السياسة. وقالت إن العرب لا يمتلكون لوبي قوي بالغ التأثير في السياسة والإعلام الأمريكي بعكس اليهود داخل المجتمع الأمريكي فهم يلعبون وفقا لقواعد اللعبة السياسية فهم جزء من نسيج المجتمع الأمريكي فيما لا زال العرب قاصرين عن أن يبلغوا هذا المستوى لكونهم يفتقدون أدوات التنظيم اللازمة التي تجعل منهم كتلة تصويتيه مهمة في الانتخابات الأمريكية. واستطردت قائلة إن البعض يشير إلى أن الأزمة المالية تشكل التحدي الأول أمام إدارة أوباما وأن مشكلة الشرق الأوسط لا تحتل أهمية متقدمة وأن أوباما ينفذ تعهداته التي قطعها علي نفسه أثناء الانتخابات وعلي رأسها الانسحاب من العراق وإغلاق معتقل جوانتانامو .. موضحة أن القضية الفلسطينية بحاجة إلي من يضعها علي سطح من الصفيح الساخن كما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر. ورأت الصحف أن خطوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال مبعوثه الخاص جورج ميتشيل إلي الشرق الأوسط في أول محاولة للإدارة الأمريكيةالجديدة لإحياء عملية السلام هي خطوة تستحق الترحيب. وعبرت الصحف عن أمانيها في نجاح مهمة ميتشيل إذا كانت موجهة لتحقيق التسوية العادلة بدءاً من اجتياز تداعيات العدوان الإسرائيلي الوحشي علي غزة منتهجة سياسة متزنة غير منحازة لإسرائيل . وأعربت عن قناعتها بان المهمة الدبلوماسية التي يقوم بها ميتشيل تأتى في وقت بالغ الأهمية في ظل التغيرات المحلية والإقليمية والدولية بهدف إيجاد حل عادل ودائم لهذا الصراع الذي يمثل واحدا من أسخن بؤر الصراع في العالم .. لافتة إلى أن اختياره لهذه المهمة يمثل أول عوامل النجاح خاصة في ضوء إلمامه بملف الصراع العربي الإسرائيلي ومعرفته المسبقة بكل تفاصيله من خلال التقرير الذي وضعه بتكليف من الإدارة السابقة والذي عرف باسم تقرير ميتشيل ودعا فيه آنذاك إلى وقف التوسع الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية مقابل وقف أعمال العنف من جانب الفصائل الفلسطينية. وخلصت الصحف إلى القول أن هناك تحديات تواجه ميتشيل أهمها الانتخابات الإسرائيلية التي أصبحت على الأبواب الأمر الذي يمكن أن يعيد كل شيء إلى نقطة الصفر في حال تغيرت معالم الخريطة السياسية في إسرائيل ووصول حزب اليمين إلى سدة الحكم في تل أبيب ومشكلة عدم اتفاق كبرى الفصائل الفلسطينية وخاصة حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي على إعادة توحيد الصف الفلسطيني وهى المشكلة الكبرى التي يمكن أن تقوض أي فرصة حقيقية لحل الصراع بشكل عادل ودائم يحفظ ويحقق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم أو تعويضهم. // انتهى // 1111 ت م