هناك أطفال يشتاقون للمدرسة فتراهم يسألون في شوق متى تأتي المدرسة ليلتقوا بزملائهم ومعلميهم ويستمتعوا باللعب في فناء المدرسة ومايحتويه من ألعاب جميلة وغيرها من الأنشطة الصفية واللاصفية ، والبعض الآخر من الأطفال يسأل هذا السؤال وهو خائف قلق وترى الدمعة في عينيه فهو يخشى اقتراب وقت المدرسة لأنه لايرغب في تلك الفصول الكئيبة والبقاء مع أصدقاء أشقياء لايستفيد منهم وتحت إشراف معلم أو معلمة لاتعرف إلا الصراخ والتهديد والضرب والتنكيل فكيف يمكنه أن يشتاق لمثل هذا المكان. إن أول يوم دراسي للأطفال في المدارس يعد من أكثر الأيام أهمية في حياة الطفل ، فهو يوم حساس يجب أن نتعامل معه بجدية واهتمام وأن لانتهاون في الاستعداد له سواء من قبل أولياء الأمور أو من قبل المدرسة، يفيد أحد المختصين في علم النفس أن (اليوم الأول من المدرسة تهديد لكيان الطفل الذي لم يتعود على الاستقلالية ومواجهة المواقف الجديدة فتلك الخبرات كان يجب أن ينقلها الآباء إليه قبل الذهاب إلى المدرسة. فيجب عند تنشئة أطفالنا ألاّ نفرط في حمايتهم، ويجب أن نرفع أيدينا عنهم حتى تنطلق قدراتهم الطبيعية؛ لأن الأطفال مهما كانوا صغاراً وضعفاء في نظر آبائهم فإن لديهم القدرة على مواجهة الحياة بما يملكون من قدرات حتى ولو كانت بسيطة، وتُعدّ الفترة من الميلاد حتى الخمس سنوات الأولى فترة تشكيل شخصية الطفل ونمط مواجهته للحياة، فإذا ما عودناه مواجهة الآخرين، ولم نعمّق لديه الشعور أنه الطفل الوحيد في العالم استطاع هو بذاته أن يواجه الغرباء والأماكن الجديدة معتمداً على نفسه؛ فما نفعله في خمس السنوات الأولى للطفل يظهر تماماً في أول لحظة عند ذهابه لأول مرة إلى المدرسة) . [email protected]