أعرب المجلس الوطني السوري الذي يعد الكيان المعارض الرئيسي لنظام الرئيس بشار الأسد، الأربعاء عن الأمل في أن تشكل سوريا أولوية لباراك اوباما في الولاية الرئاسية الجديدة التي فاز بها، وذلك بعد «التقصير» في السعي لحل النزاع. وقال مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس رضوان زيادة «نبارك لاوباما ونتمنى أن يضع سوريا ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية من أجل إنهاء الأزمة السورية وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري في اختيار حكومته ورئيسه كما مارس الشعب الأميركي حريته الكاملة في الانتخابات». وتأزمت مؤخرا العلاقات بين المجلس الوطني الذي اعتبر ممثلا شرعيا وليس وحيدا للسوريين، وواشنطن التي رأت أن المجلس لم يعد بالإمكان أن يمثل كل المعارضة. وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية بمعارضة أوسع تمثيلا وتشمل سوريين من الداخل. وتدعم واشنطن مبادرة لتوحيد المعارضة يقودها المعارض رياض سيف من أجل تشكيل قيادة سياسية جديدة للمعارضة تتجاوز إطار المجلس الوطني مع تشكيل حكومة منفى. إلا أن المجلس رد على ذلك باقتراح إقامة حكومة في «الأراضي المحررة». وقال زيادة «نتمنى على الإدارة القادمة سواء بقيت كلينتون في منصبها أو لم تبق، مساعدة المعارضة على إقامة حكومة داخل الأراضي السورية». من جهته، أعرب رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في وقت لاحق عن الأمل في أن «تكون إعادة الانتخاب مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري الذي بدا يقترب من مرحلة الخطر، وباعتبار أن ذلك سيؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي».على الصعيد الميداني تشهد أحياء في دمشق الأربعاء أعمال عنف مختلفة تشمل قصفا واشتباكات وتفجيرات، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الأعمال غداة يوم دام سقط فيه 150 قتيلا في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد. ويتعرض صباح اليوم حي المزة 86 «الذي تقطنه غالبية موالية للنظام، لقصف بقذائف الهاون» أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 12 بجروح، بحسب المرصد ونقلت عن مصدر في «مستشفى الشهيد يوسف العظمة» أن «جثث ثلاث شهداء بينهم امرأة» وصلت إلى المستشفى.وأشار المرصد إلى أن طائرات مروحية تحلق في سماء منطقة كفرسوسة المجاورة للمزة. وكان الحي شهد الاثنين تفجير سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل 11 شخصا، . وفي جنوبدمشق، أفاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء في حي القدم، ما أدى إلى مقتل شخص.إلى ذلك أعلن رئيس المجلس العسكري في حمص وريفها العقيد قاسم سعد الدين نجاته من محاولة اغتيال، وذلك في شريط مصور بث على الانترنت ليل الثلاثاء الأربعاء. وقال سعد الدين في الشريط «الحمد لله رب العالمين، الله نجانا بعدما وقعنا في يد عصابات الأسد, لن استشهد ولن أموت إلا واقفا في أرض المعركة», واتبع عدد من المقاتلين المعارضين المحيطين بسعد الدين عبارته الأخيرة بصيحات التكبير وإطلاق الرصاص ابتهاجا، في حين سمع صوت بعضهم يقول له «الحمد لله عالسلامة سيادة العقيد».من جهتها قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية أمس الأربعاء: إن تركيا ستتقدم بطلب رسمي «وشيك» إلى حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت على طول حدودها مع سوريا. وعززت تركيا العضو بالحلف وجودها العسكري على طول الحدود الممتدة 910 كيلومترات وردت بالمثل على إطلاق نار وقذائف مورتر سقطت على أراضيها جراء القتال بين قوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.وأضاف المسؤول فيما يتعلق بهذا الأمر (صواريخ باتريوت) سيجري التقدم بطلب رسمي وشيك.»