(الإرهاب) ذلك الغُول الفكري الذي يَتَسَلّل إلى العقول خِفْيَةً، ثمّ يزرع خلاياه في الزوايا البعيدة، ثم ينفذ عملياته تحت غطاء من السرية والتدابير المعقدة!! ذلك (الإرهاب) اقتحم وطننا ومجتمعنا؛ محاولاً أن يعبث بأمننا؛ ولكن ما هي إلا مدة قصيرة وتم القضاء على خلاياه النشطة والنائمة بعمليات أمنية استباقية استطاعت الوصول إلى خططه وأوكاره ، وأيضاً أفْلحت إلى حَدٍّ بعيد الحملات الفكرية في تجفيف منابعه!! نعم نجحت بلادنا في تحجيم (الإرهاب)، وتحييد فكره والداعمين له؛ حتى أصبحت في ذلك مدرسة تتعلم فيها ومنها كُبْريات دول العَالَم!!. ولكن في المقابل تعرقلت إلى حَدٍّ ما محاولات القضاء على (الفساد الإداري والمالي) الذي يسكن مفاصل عدد من المؤسسات ؛ بل شواهده واضحة للعيان في الطرق والميادين!! يكفي مثالاً لها القيمة الكبيرة والمبالغ فيها لبعض المشاريع إذا ما قورنت بمثيلاتها في دول أخرى؛ وكذا تعثر بعض المشروعات وضعف البنية التحتية في مدن كبيرة في ظل ما يُنْفَق عليها من ميزانيات كبيرة!! وهنا بين النجاح الكبير في محاربة فكر الإرهاب، والتعرقل حتى الآن في مكافحة الفساد مع ما يبذل في ذلك من جهود لنا أن نتساءل: ما الأسباب؟! وأين الخَلَل؟! لقد أدركنا خطورة الفساد واستفحاله؛ فكانت الهيئة الوطنية لمكافحته؛ والقائمون عليها مجتهدون؛ لكن ما تمّ حتى الآن هو متابعة للفساد في أماكن وعناوين وتنبيهات هنا وهناك!! بينما القضاء على ذلك (الفَساد) إنما يُصْنَع بالتحقيقات العاجلة التي لا تستثني أحداً في قضاياه الظاهرة، ثم إصدار العقوبات الرادعة على هواميره ورموزه، واسترداد الأموال والحقوق الضائعة؛ فهل نفعل مستفيدين من خبرات غيرنا في هذا الجانب؟! [email protected]