كشفت وزارة الداخلية قبل ثلاثة أيام عن عدة خلايا إرهابية لا هَمّ لها إلا محاربة هذا الوطن وزَعْزَعَة أَمْنِه!! وبعد الشكر والتقدير للجهات الأمنية على نجاحها في هذه الحَمَلات الاستباقية لِتَفْتِيت تلك الخَلايا؛ إلا أنّ ظهورها من جديد بعد غَيْبَة شهادة على أن ذلك التيار الفكري المنحرف ما زال له مساحة في المجتمع، وأنّ رموزه قادرون على التأثير في فِكْر بعض شبابنا! فإذا كانت المبادرات الأمنية ناجحة في الوصول لتلك الفِئَة في خنادقها؛ فإن المُعَالَجَات الفكرية لتحصين الشباب، وحمايتهم من سيطرة ذلك التيار تبدو غير كافية حتى الآن!! فخلال سنوات مَضَت نُظِّمَت العديد من المؤتمرات الكبرى، ودُعِمَت الكثير من الدراسات المتخصصة حول هذا الفكر التكفيري الإرهابي، وبُثّت محاضرات هنا وهناك؛ ولكن الواقع يؤكّد على محدودية نتائج تلك المحاولات!! فذلك الفكر المتطرف ما زال له أرضية وتأثير؛ ولعل لذلك أسبابا منها: أن تلك المؤتمرات والدراسات والمحاضرات مَوَجّهَةٌ للنخبة، بعيدة عن نبض فِئَة الشباب المستهدفَة. ثمّ إن توصياتها تظَلّ حبيسة للورق والملفات، فلا يتم تفعيلها من الجهات ذات العلاقة، وأذكر في هذا الجانب أن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان لها محاولة لتطبيق توصيات مؤتمرها (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف)؛ ولكنها لم تجد الدّعْم والتّفَاعُل!! أيضاً أعتقد أن من عوامل تَغَلْغُل فِكر الإرهاب والتّطَرف غياب بعض الدعاة الذين لهم قبول عن محاربته، لانشِغَالِهم بقضايا وصراعات فكرية هامشية! أيضاً هناك ضعف دور المسجد والمدرسة والجامعة والإعلام، وحتى وإِنْ كان لهم صوت فهو اجتهادي لا ينطلق من استراتيجية واضحة المعالِم! ويبقى، المؤسسات الأمنية تقوم بدورها في حماية الوطن من خلايا الإرهاب؛ ولكن واجب المؤسسات الأخرى الدينية والتربوية والاجتماعية والإعلامية أن تُمارس مهمتها في تحصين الشباب فكرياً؛ حتى لا يتحولوا إلى قَنَابِل يفجرها الأعداء في خَاصِرة الوطَن. فلا يتم تفعيلها من الجهات ذات العلاقة، وأذكر في هذا الجانب أن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان لها محاولة لتطبيق توصيات مؤتمرها (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف)؛ ولكنها لم تجد الدّعْم والتّفَاعُل!! أيضاً أعتقد أن من عوامل تَغَلْغُل فِكر الإرهاب والتّطَرف غياب بعض الدعاة الذين لهم قبول عن محاربته، لانشِغَالِهم بقضايا وصراعات فكرية هامشية! أيضاً هناك ضعف دور المسجد والمدرسة والجامعة والإعلام، وحتى وإِنْ كان لهم صوت فهو اجتهادي لا ينطلق من استراتيجية واضحة المعالِم! ويبقى، المؤسسات الأمنية تقوم بدورها في حماية الوطن من خلايا الإرهاب؛ ولكن واجب المؤسسات الأخرى الدينية والتربوية والاجتماعية والإعلامية أن تُمارس مهمتها في تحصين الشباب فكرياً؛ حتى لا يتحولوا إلى قَنَابِل يفجرها الأعداء في خَاصِرة الوطَن. [email protected]