السير ألكس فيرجسن المدير الفني لمانشستر يونايتد، عبقري فعلا.. فلا أفكاره تنضب، ولا خططه الاستراتيجية يمكن أن تقف عند حدود يمكن التنبؤ بها.. إنه المدرب الوحيد في التاريخ الذي لا تستطيع أن تتوقع التشكيلة التي سيلعب بها مهما كانت درجة أهمية المباراة التي سيخوضها. في مباراته الأخيرة التي لعبها ضد تشلسي على ملعب ستانفورد بريدج، وبغض النظر عن الخطأ التحكيمي الذي استفاد منه مانشستر عند تسجيل هدف الحسم في المباراة، فإن الرسم التكتيكي العجيب الذي دخل به السير أليكس المباراة كان كفيلا بإحكام الفريق سيطرته على الملعب بسرعة شديدة؟ مما نتج عنه تسجيل هدفين اثنين في الدقائق العشرين الأولى وسط دهشة لاعبي تشلسي ومديرهم الفني الواعد دي ماتيو. السير أليكس اختار أن يلعب بثلاثة لاعبي وسط صرحاء، الأول كان كاريك الذي أوكلت له مهام دفاعية محضة وكان أشبه بقلب دفاع خامس، والثاني كليفرلي الذي شارك كاريك مركز المحور مع منحه حرية أكبر في مساندة الهجمة. أما المفاجأة الكبرى فقد تمثلت في وجود روني أمام المحورين ليقوم بمهمة صناعة اللعب مع العودة في حالة فقدان الكرة للمشاركة في العمليات الدفاعية. وقد أثبت روني كفاءة عجيبة في هذا المركز، وكان قلب الفريق النابض حيث استطاع أن يغذي فالنسيا الذي كان يلعب في مركز الجناح التقليدي على الجهة اليمنى، كما ساهم في إمداد فان بيرسي بالكرات ومساندته من الخلف. في الجهة اليسرى لعب أشلي يونغ العائد تواً من الإصابة، وقد كان دور يونغ تكتيكياً حيث كان لسقوطه في مركز رأس الحربة المساند أحيانا، وحركته بلا كرة التي حررت فان بيرسي كثيرا وساهمت في فتح المساحات أمامه، دور كبير في خلخلة دفاعات الفريق المضيف الذي وجد نفسه عاجزا عن مقاومة المد الهجومي الهادر الذي اقتلع كل شيء في وجهه. مشكلة مانشستر يونايتد ما زالت تتمثل في الغيابات الكثيرة التي يعاني منها خط الدفاع، فبالإضافة إلى قائد الفريق نيمانيا فيديتش، فإن كلا من كريس سمولينج وفيل جونز ما زالا غائبين أيضا. مما اضطر السير أليكس إلى الاعتماد كليا على قلب الدفاع الإيرلندي إيفانز، رغم تذبذب مستواه في المباريات الأخيرة. رغم صعوبة التوقع فإنني أتوقع أن يلعب سكولز إلى جانب كاريك في المباراة التي ستجمع الفريق ضد آرسنال ( المقال ينشر بعد يوم على انتهاء المباراة ) على أن يعود روني لخط الهجوم. وتظل قراءة أفكار السير أليكس مهمة أشبه بالمستحيلة! [email protected]