لجأ الشباب للعمل في مهنة توصيل الركاب القادمين إلى محافظة الطائف بعد الانتهاء من فترة الحج وذلك بسياراتهم الخاصة فيما اصطلح عليها باسم (الكدادة). وقف شاب عشريني مستندا على سيارته واضعا قدمه على ركبته يداعب سبحته الطويلة، ويطالع ساعته باهتمام، وكأن صبره أوشك على النفاد. كانت عقارب الساعة في تلك اللحظة تشير إلى ال12 والنصف ظهرا وكانت «المدينة» تراقب تحركاته ونظراته. وما هي إلا دقائق ولحظات حتى بدأ القادمون من مكةالمكرمة بالدخول إلى محافظة الطائف واستعدادا لملاقاة مستقبليهم، حيث هب الشباب وعدلوا من هندامهم لينطلقوا سريعا صوب أحد القادمين، ويهمس في أذنه بكلمات غير مفهومة ليصل الرد سريعا بطلع مع هذا الشاب. كان يبدو واضحا ومن الوهلة الأولى أنه ليس سوى شاب سعودي يبحث عن مصدر رزق، ويعمل في توصيل الركاب ليحصل في نهاية المطاف على قوت يومه لينضم إلى قافلة ما يسمون «الكدادة». لم ييأس الشباب في البحث عن العمل وإنما اجتهدوا وعملوا من أجل لقمة العيش التي تعتبر مبدأ لهم في حياتهم، تحدث للمدينة الشاب عبدالله الزهراني وقال أنا أعمل الآن في الكد وتوصيل الحجاج إلى مناطق أخرى فهذا الموسم هو موسمنا ويكون سعر الحاج مابين 150 إلى 200 ريال لتوصيله إلى منزله سواء كان بعائلته أتيا من مكة أو مع أصحابه وأفراد آخرين. يقول الشاب ناصر الحليفي (25 عاما):»منذ 6 أشهر تقريبًا تخرجت جامعة الطائف في تخصص إدارة خدمات صحية ومستشفيات بتقدير جيد، ولكن للأسف عانيت التعب وأنا أبحث عن وظيفة تؤمن مصدر رزق لي وإخوتي ال6 بحكم أني العائل الوحيد لهم بعد تقاعد والدي الطاعن في السن فقد استخدمت الكد مبدأ لي والآنَ موسم الحجاج هو الموسم الجميل فلست بسمسري ولكن كل ما طلبه هو أن يخرج عرق جبيني بمصدر رزقي الذي لا أريد غيره «.وأضاف: «لم أجد مصدر دخل لي سوى هذه المهنة المتعبة والمكلفة في نفس الوقت، حيث إن النظام المروي في المملكة لا يسمح بنقل الركاب بواسطة السيارات الخاصة، وفي حال تم ضبطك مخالفا للنظام من قبل الدوريات الأمنية يتوجب عليك دفع غرامة قيمتها 350 ريالا، وترفع إلى 900 ريال إذ تأخرت بالسداد». وعن دخله اليومي من خلال هذه المهنة في استقبال الحجاج خلال الأيام المقبلة قال:»لا يوجد دخل ثابت، فعندما تتوفر لي قيمة خزان الوقود أذهب إلى المطار أو مكان تواجد الحجاج للبحث عنهم، وأحصل من خلال هذه الخدمة على ما لا يقل عن 100 ريال في حال تكررت المحاولة مرتين في اليوم الواحد، وأكتفي بهذا القدر، أما داخل المدينة فبالكاد أحصل على 50 ريالا لثلاثة مشاوير في اليوم، خوفا من أعين رجال المرور». رأي المرور في المقابل تحدث مصدر مسؤول في مرور محافظة الطائف وقال إن «الغرامة المرورية التي تفرض على من يقوم بتحميل الركاب بسيارة خصوصي هي غرامة مالية مقدارها 300 ريال الحد الأدنى، و500 ريال الحد الأعلى». وأضاف: أن «رجال المرور يتابعون بكل حزم جميع المخالفات ومنها مخالفة تحميل الركاب بسيارات خاصة.