تأكد أمس أن «الهدنة» التي أعلن طرفا النزاع في سوريا التزامهما بها خلال عطلة عيد الأضحى «ولدت ميتة» مع مقتل 146 شخصًا على الأقل في أعمال عنف، أول أيام العيد والهدنة التي تبادل النظام والمعارضون المسلحون المسؤولية عن خرقها. وأمس قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار سيارة مفخخة في مدينة دير الزور في شرق سوريا، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في حين أكد التلفزيون أن الانفجار «اعتداء ارهابي» استهدف كنيسة واقتصرت اضراره على الماديات. وقال المرصد في بيان مقتضب: «استشهد خمسة مواطنين على الاقل اثر انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم ليلتي في الشارع العام بمدينة دير الزور». واحصى المرصد الذي يستند الى شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مستشفيات عسكرية ومدنية في انحاء البلاد مقتل 53 مدنيًا و50 مقاتلا معارضًا و43 جنديًا. وتتخطى هذه الحصيلة عتبة المئة قتيل، على غرار ما يحصل كل يوم منذ تحولت الانتفاضة ضد النظام الى نزاع مسلح في الاشهر الاخيرة. ونجح الابراهيمي في ان ينتزع من طرفي النزاع تعهدا بالتزام هدنة خلال ايام العيد الاربعة، الا ان كلا الطرفين اكد احتفاظه بحق الرد اذا ما انتهك الطرف الاخر الهدنة. من جهته أعلن رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب كبرى مدن شمال سوريا، ان الهدنة التي اعلن عنها في سوريا بمبادرة من المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي «ولدت ميتة» و»فشلت». وقال العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي عبدالجبار العكيدي: «أي هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للإبراهيمي، مبادرته ولدت ميتة». وأضاف: «في يوم الجمعة كنت في جبهات عديدة والجيش لم يوقف القصف» في أول أيام الهدنة التي أعلن النظام والمعارضة المسلحة التزامهما بها خلال عطلة عيد الأضحى. وأعرب القيادي العسكري المنشق عن أسفه لتحول الشعب السوري إلى حقل تجارب للمبعوثين الدوليين. وقال: «الشعب السوري بات حقل تجارب. كل مرة يأتي مبعوث باقتراح في حين أننا نعلم أن هذا النظام لن يحترمه. وافقنا على الهدنة من أجل المجتمع الدولي مع أننا نعرف أن النظام لن يحترمها»، مضيفًا «واجبنا هو الدفاع عن الشعب، ليس نحن من نبادر الى الهجوم». وأمس أيضا قتل اربعة مدنيين احدهم طفل بنيران الجيش النظامي في درعا (جنوب) ودمشق، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل رجل برصاص قناص وطفل برصاص القوات الموالية للنظام في محافظة درعا، مهد الثورة في جنوب البلاد. وفي حلب حلقت الطائرات العسكرية للنظام للمرة الاولى منذ بدء سريان الهدنة فوق عدد من القرى في المحافظة وقصفت المدفعية قرية معرة العرتيق. وتعرضت مدينة حلب نفسها لقصف صاروخي ودارت اشتباكات متقطعة في منطقة سيد علي. وفي محافظة دمشق، قتل مدنيان في قصف ورصاص قناصة. وقصفت مدفعية النظام مدينة دوما في ريف العاصمة وقرى أخرى قريبة، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بحسب المرصد. وفي نيسان/ابريل، لم تصمد هدنة فاوض عليها كوفي انان الموفد السابق سوى بضع ساعات.