سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حاشاه صلى الله عليه وسلم الفظاظة نجد الفظاظة وغلظة القلب وسوء الخلق تلازم كثيرا من البشر وحتى في ادعاء بعضهم الدعوة إلى الله ومخافته وتقواه ، فأين هؤلاء من تعاليم الدين وسماحته ووصايته ؟
تحلو الكتابة في هذه الأيام المباركة وتطيب في كل حين عن الحبيب صلوات ربي عليه فقد قال تعالى عز في علاه مخاطبًا نبيه وحبيبه ومصطفاه من خلقه أجمعين صلى الله عليه وسلم ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )» آل عمران : 159 « .ومن الآية الكريمة يفهم بشكل قاطع أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن ولن يكون وما كان فظاً غليظ القلب لأن « لو « حرف امتناع الامتناع وحاشاه صلى الله عليه وسلم الفظاظة وغلظة القلب . وصدق الشاعر إذ قال . محمد أشرف الأعراب والعجم محمد خير من يمشي على قدم محمد صفوة الباري وخيرته محمد طاهر من سائر التهم محمد طابت الدنيا ببعثته محمد جاء بالآيات والحكم فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم والمفروض على المسلمين أن يفهموا من الآية الكريمة أن الفظاظة صفة ممقوتة تُفض الناس عن صاحبها لأنها لو كانت صفة في أكرم خلقه عليه الصلاة والسلام « وحاشاه ذلك « لانفض الناس من حوله , فكيف بك يا إنسان يا من أنت دونه صلى الله عليه وسلم بمراحل لا تعد ولا تحصى وأنت فظ غليظ القلب لن ينفض الناس من حولك فقط بل يناصبوك العداء والكراهية والمقت والقطيعة . وفوق هذا نجد الفظاظة وغلظة القلب وسوء الخلق تلازم كثيرا من البشر وحتى في ادعاء بعضهم الدعوة إلى الله ومخافته وتقواه ، فأين هؤلاء من تعاليم الدين وسماحته ووصايته . للأسف كثير من النصوص الدينية نقرأها ونحدث بها ونحن أبعد ما نكون عن تطبيقها ولا أعلم فيما اختزلنا الدين فيه , هل في مظاهر خارجية لتحقيق مصالح ومكانة اجتماعية , نحتاج بصدق إلى وقفة صادقة مع أنفسنا وتصحيح للعلاقة بيننا وبين الإله الكريم جل وعز في علاه. وكم من أحاديث نبوية دعت وتدعو « لأن تعاليمها قائمة إلى يوم الدين وما بعده « إلى حسن الخلق وبينت مكان ومكانة صاحبها وأنه بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة وفي أعالي الجنان , وكم من وصاية جاءت في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة تحث على الرحمة والمودة ونبذ الفرقة والنميمة والوشاية وقد جاءت آيات قرآنية كريمة تحرم ذلك بشكل قطعي ، ومع الأسف مجتمعنا الإسلامي مليء بتلك المظاهر السلبية وجلهم كثير الحسد والغيبة والقطيعة حتى تفشت الفرقة والعداء بين هذا المجتمع الذي مفروض عليه أن يكون مجتمعاً ربانياً ويكون قدوة لغيره ويشار إلى صلاحه بالبنان . ولن تتحقق لنا الخيرية لأننا خير أمة أخرجت للناس إلا إذا تمسكنا بعهد الله وميثاقه وعمّرنا الأرض بعبادته عز في علاه والعبادة ليست مقصورة على الأركان الخمسة للإسلام بل تتعداها إلى المعاملة الحسنة وقد قال صلى الله عليه وسلم « الدين المعاملة « وكل خير يقدمه المسلم عبادة ومكتوب له أجرها بمشيئة الرحمن بداية من حفظ اللسان إلى صِدقه وحلاوته وحسن الأخلاق والتخلق بالأخلاق الحميدة الجميلة . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه [email protected]