يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا، بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة " رواه البخاري، فسدد وقارب، وتدرج في الالتزامات، مثلاً: قرر قراءة نصف ربع حزب من القرآن يوميًا، صم يوم الخميس، صلِّ ركعتي قيام ليلة الجمعة، تصدق بأي مبلغ بسيط كل شهر، حافظ على أذكار الصباح والمساء أو إحداهما. - ضع هذا البرنامج لنفسك وحافظ عليه، وتشجيعًا على ذلك، شارك زوجك معك فيه، ومن هنا أدخل في النقطة الثانية، وهي الرفقة، وهي قسمان: الزوجة؛ والصحبة، فإن انعدمت الصحبة – وأنا أشك في ذلك وسأعود للحديث عنها بعد قليل – فعندك الزوجة، وهي رفيق مهم ورائع كي يحمل معك تبعات الإيمان، وأنت إن فعلت ذلك نلت ثوابين لا ثوابًا واحدًا، نلت أجر تربيتك لزوجك وبالتالي لأولادك، ونلت ثواب من هديته إلى سنة حسنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" رواه مسلم وأبو داود. فاحرص على ان تشارك زوجك معك في الخير، اجتمعا على قراءة القرآن، صوما وأفطرا سويًا، قم الليل جماعة معها، وشاركها في تصدقك، بأن تقررا سويًا المبلغ الذي قررتما التصدق به شهريًا، وحبذا لو استطعتما جعل أولادكما يشاركون فيما يقدرون عليه من هذه الطاعات، وشجعوهما على ذلك منذ الصغر، وتخيل معي –أخي الحبيب- كم سيكون بيتك روضة من رياض الجنة حين تفعل ذلك، تحيطه السكينة، وتلفه المودة، وتغشاه الرحمة. - أما الصحبة فمعذرة أخي، إذا كانت الدنيا قد أخذت صحبتك الإيمانية القديمة، فابحث عن صحبة جديدة، صل في المسجد، واجلس حلقات القرآن، وستجد فيها الصحبة الصالحة، والرفقة الآمنة التي تهديك السبيل، وتبلغك المراد، جرب ذلك، جربه فقط، وسيتبين لك صدق قولي، لقد جربت ذلك، جربته بنفسي، ولست أطلقها بمجرد كلمات. - النقطة الثالثة: إيمان المعاملة أظن أن هذه القضية تحتاج منا إلى شغل وكلام كثير، فقد ذكرتها من قبل في استشارات أخرى، وأعيد ذكرها ثانية وثالثة، لا أدري يا أخي لماذا تسلَّل إلى نفوسنا من غير أن نشعر مفهوم النصارى للدين، أو منطق العلمانية في التعامل معه، فغدا ديننا – بحسب مفهوم النصارى – مجموعة صلوات وعبادات وطاعات، ولم يتعد ذلك إلى سلوك ومعاملة وفعل، وأصبحنا – بحسب المنطق العلماني – نقسم حياتنا إلى قسمين: قسم لربنا سبحانه متمثلاً في هذه العبادات والطاعات، وقسم لدنيانا نعيش فيه كيف نشاء!. الناظر لإسلامنا المدقق فيه، يجد كل ذلك مخالفًا لأسسه وقواعده التي بني عليها، عندما يصف الله عزّ وجل رسوله صلى الله عليه وسلم: "وإنك لعلى خلق عظيم، فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". ويحثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بفعله على حسن الخلق، كما وصفه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:" لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشًا وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً " رواه البخاري.