تهتم كثير من النساء اليوم بإيجاد خادمة في البيت وذلك لتخفف عنها أعباء التكاليف الأسرية هذا إن لم تكن موظفة فتوكل كل الأعمال إلى الخادمة بدءا من ترتيب البيت وتنظيفه وانتهاء بتربية الأولاد، ونظرًا لأن التربية تتطلب مجهودًا أكبر من كلا الوالدين فإن أي خلل في التربية يؤثر على الأبناء مستقبلًا، وإسناد التربية للخادمة يُفرز تأثيرات سلوكية على الطفل أولا وبالتالي على تعامله مع واقعه ومجتمعه. "الرسالة" ناقشت الأسباب الداعية إلى الاستعانة بالخادمة في تربية الأطفال وكيف يمكن إيجاد حلول للحد من تدخلات الخادمة في التربية. عدوى التقليد بينت الاختصاصية الاجتماعية في مجال الإرشاد الأسري مشاعل الشمري أن أهم أسباب اعتماد الأم على الخادمة في تربية الأولاد يعود إلى انتشار عدوى التقليد، وحب الظهور بين النساء الأخريات حتى إن وجود الخادمة في المنزل أصبح يقع في أعلى سلم الأولويات بالنسبة للمرأة في مجتمعنا وبخاصةً في وقتنا الراهن؛ ولأن المرأة اتجهت الآن إلى تولي أدوار حيوية في مختلف مجالات العمل، بالإضافة إلى الأعباء الموكلة إليها على صعيد الأسرة والمجتمع؛ فهي بحاجة إلى المساعدة في تربية أطفالها. وأكدت الشمري على ضرورة مراقبة التأثير العقائدي للخادمة، وضرورة مراقبة انتماء الطفل لأمه بالدرجة الأولى، وتنمية روح العادات الحسنة وتقليل اعتمادهم الكامل على الخادمات خاصة في الأعمار الزمنية من 6 سنوات إلى 15 سنة، كما طالبت بأن يكون هناك مخططا ذهنيا لدى الأم في تقسيم برنامجها اليومي تحاول أن تلتزم به يمكنها من التواصل المستمر مع الأبناء في وقت انشغالها، لأن طبيعة الإنسان توحي له بأن الشعور بالاهتمام يغطي جانب قله التواجد، كما أشارت إلى أن الإشراف على الشؤون الخاصة للأبناء وملامسة احتياجاتهم يساعد على بقاء روابط الأسرة قوية ومتينة مما يعزز التنشئة الاجتماعية السليمة، وفي نفس الوقت الذي أبدت فيه الاختصاصية الاجتماعية تفهمها لأهمية وجود الخادمة في المنزل للاعتناء بالأبناء إلا أنها أكدت أن وجود الأم بجانب أبنائها ومراعاتها لاحتياجاتهم النفسية لا تعوضه كثرة الخادمات أو المربيات في المنزل. أم بديلة ومن جانبه وصف عضو برنامج الأمان الأسري الوطني عبدالرحمن القراش الخادمة بأنها "الأم البديلة" أو "ربة البيت المستأجرة "، وأشار إلى أن هذه حقيقة مريرة نعيشها سواء رضينا بهذا الواقع أم لا، معللًا ذلك بأن ضرورات الحياة فرضت هذا الواقع، ويضيف أن هذا الواقع ساهم في جعل وجود الخادمة ليس بهدف الخدمة فقط وإنما أصبحت شريكًا استراتيجيًا مساهمًا في التربية والرعاية -على حد تعبيره-. وأرجع القراش هذه الظاهرة إلى عدم إدراك الوالدين مخاطر تأثيرها على النشء، كما ساهمت الرغبة في التفاخر والوجاهة الاجتماعية في تكريس هذه الظاهرة، كما ألمح إلى وجود الجفاف العاطفي داخل الأسرة الأمر الذي جعل مهمة التربية توكل إلى الخادمات. وعن المخاطر التي تكتنف ظاهرة إسناد التربية إلى الخادمات ذكر القراش أن أهم تلك المخاطر هي نقل معتقدات وأفكار جديدة للأبناء تخالف منهج المجتمع ومعتقداته، كما تلقنهم عادات وتقاليد شعوب غريبة على عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية، وأشار إلى فقدان الأبناء لأهم عناصر التربية وهي الشعور بحنان وعاطفة الأمومة التي ستؤثر على بر الأبناء بآبائهم مستقبلًا، ودعا القراش الأسر إلى قصر دور الخادمة على المساعدة في التنظيف والترتيب، وعدم إعطائها أدوارًا أخرى لأن ذلك سيخلق فجوة كبيرة في الأسرة، كما سيتعدى تأثير ذلك إلى مستقبل الأبناء في تعاملهم وتعليمهم. حلول مساعدة في حين ذكر المدرب في التنمية الأسرية محمد عزوز أن أهم أسباب اعتماد الأم على العاملات في التربية انشغالها في العمل، وعدم تحملها لإزعاج طفلها، والاعتماد على الرضاعة الصناعية بدل الطبيعية مما يسهل الاعتماد على العاملات في الرضاعة كل تلك الأسباب تجعل الأم تهمل أطفالها وتتركهم للعاملات، وأشار عزوز إلى جملة أمور قد تترتب على ذلك، منها: شعور الأطفال بالانتماء إلى العاملة والأمان معها، كما أنه في حالة الألم أو الخوف أول ما يلجأ إلى العاملة وينادي باسمها قبل أن يلجأ إلى أمه، وأضاف عزوز أن من جملة ما قد يترتب على هذه الظاهرة تأخر في النطق عند الطفل حيث لا يجد من يتحدث معه، كما أنه لا يشعر بالانتماء للوسط الاجتماعي ولا يقبل على أقارب الأب أو الأم، والبكاء كلما اقترب منه احد غريب، كما أنه يمكن أن يتعرض للضرب أو التعنيف من قبل العاملة أو المربية مما يؤثر على الحالة النفسية للطفل دون علم الوالدين. ويطرح عزوز حلا وسطًا يمكن أن تجمع به الأم بين أعمالها خارج المنزل وبين وظيفتها كأم عن طريق ترك الأطفال مع المربيات فترة النهار على أن تهتم بهم الأم بعد الانتهاء من عملها أو تركهم مع أحد الأقارب ليكون اجتماعيًا أكثر، وشدد عزوز على وجود الأم بجانب أطفالها في فترة المساء وقبل فترة النوم حتى يشعر الطفل بأمان أكثر، كما ركز عزوز على تواجد الأم في أوقات العطل الأسبوعية بجانب أطفالها لتقوية العلاقة وتعويض ما فات خلال أيام الأسبوع. جرافيك: أسباب الاستعانة بالخادمة: 1.انتشار عدوى التقليد. 2.التفاخر والوجاهة. 3. انشغال الأم بالعمل. 4.عدم تحمل إزعاج الأطفال. حلول للحد من تأثير الخادمة في التربية: 1.قصر أعمال الخادمة على ترتب وتنظيف المنزل. 2.مراقبة الأم لطفلها والتشديد على انتمائه الديني. 3.ترك الأطفال لدى الأقارب عند الانشغال. 4.استغلال الإجازات الأسبوعية.