طالب الدكتور عبد العزيزالشمري الأستاذ بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بضرورة الاستفادة من المراصد الفلكية بالتقنية الفائقة التي هي عليها الآن في توحيد المناسبات الإسلامية كالصوم والفطر والمواسم الإسلامية الأخرى،والاتفاق على نظام موحد للمسلمين يبين فيه مواقيت الصلاة،وتوثيق التعاون بين المؤسسات الفلكية والمراصد في الدول العربية والإسلامية. ودعا الشمري خلال كلمته التي ألقاها في الدورة الثالثة للمؤتمر العربي في الفلك والجيوفيزياء التي نظمها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالقاهرة مؤخراً كليات الشريعة والقانون للاهتمام بتدريس العلوم الفلكية،والنوادي العلمية والمراصد لتكثيف الجهود لتبسيط ونشر الثقافة الفلكية بين النشء،والاهتمام بنشر وتحقيق التراث الإسلامي في علوم الفلك والمواقيت،مطالبًا بضرورة قصر إثبات بدايات الشهور القمرية على علماء الشريعة،وأن مسؤولية الفلكيين تنحصر في تقديم الحسابات الفلكية الدقيقة بشأن ولادة القمر وموقع الهلال وتقدير ظروف الرؤية لأي موقع على سطح الكرة الأرضية، وغيرها من المعلومات التي تساعد الجهات الشرعية المختصة على إصدار القرار الدقيق الصحيح. وطالب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر الدكتور حاتم عودة رابطة العالم الإسلامي بتكوين هيئة علمية من علماء الشريعة وعلماء الفلك المتخصصين للنظر في جميع البحوث والدراسات في كلا المجالين، والتي قدمت في اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي انعقدت لبحث هذا الشأن، وما صدر عن المجامع الفقهية وهيئات كبار العلماء ومجامع البحوث الإسلامية، التي تحرص على الوصول إلى اتفاق في توحيد بدايات الشهور القمرية، داعيًا إلى اعتماد مكةالمكرمة مركزًا للرصد الفلكي وإصدار تقويم موحد للتاريخ الهجري. وطالب د. عودة في كلمته بضرورة العمل على رفع شأن العلوم الفلكية والفضائية،والنهوض بمستواها لتقوم بدورها في دفع عجلة التقدم وتطوير المجتمع العربي علميًا وتقنيًا،و الحفاظ على التراث الفلكي العربي والإسلامي وإبراز دوره في تقدم الحضارة الإنسانية،وتشجيع الاهتمام بعلوم الفضاء والفلك في الدول العربية ودعم المؤسسات والجمعيات العلمية في الوطن العربي، والإسهام في مساعدة الفلكيين الهواة والمختصين بعلوم الفلك والفضاء العرب على تشكيل مؤسساتهم وجمعياتهم العلمية في البلدان العربية. وقال العالم الفلكي الكويتي الدكتور صالح العنجيرى إن علم الفلك يعد من أقدم العلوم البشرية على الإطلاق، وتطور مع تطور معرفة الإنسان بالطبيعة التي هو جزء منها، إذ أن ذكاء الإنسان وعقله المفكر والمبدع الذي تتميز به سائر المخلوقات على الأرض، جعله يفكر في السماء وأجرامها المختلفة، فأدرك مدى عظمتها وروعتها في العصور القديمة، حيث عاش الإنسان الأول في الكهوف المظلمة، وعندما يحل الظلام، وتظهر النجوم البراقة اللامعة بألوانها ولمعانها، والقمر المنير الذي يضيء له الأرض ليلا، أو أن يقع حدث فلكي طبيعي مثل خسوف القمر، أو كسوف الشمس، أو ظهور مذنب لامع يحتل مساحة واسعة من السماء بطول ذيله، فيظن بأن ذلك نذير شؤم، أو إشارة إلى موت ملك عظيم، أو نزول كارثة متوقعة، كل ذلك شد اهتمام الإنسان بالسماء وأشغل تفكيره وخياله. وقال العنجيرى إننا من خلال هذا المؤتمر نؤكد أن الحاجة أصبحت ماسة لوجود آلية جديدة تقضي على الاختلاف الحادث بين البلاد العربية والإسلامية حول مطالع الشهور العربية التي تظهر بوضوح مع بداية شهر رمضان من كل عام،مشيرًا إلى أنه في حالة التزام الدول العربية والإسلامية بضوابط الرؤية الشرعية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر جدة عام 1419 هجرية سوف يتحقق توحيد وحدة الأمة في بدء يوم الصيام وسيكون هلال عيد الفطر أيضًا موحدًا.