كشفت فعاليات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني عن احتمال مواجهة صعوبات كبيرة في حساب مواقيت الصلاة خلال السنوات المقبلة في مناطق خطوط العرض العليا مع احتمال زيادة تلك الصعوبات مع حلول شهر رمضان المبارك في فصل الصيف. كما ناقش المؤتمر العديد من القضايا الخلافية حول التقويم العربي وتحديد بدايات الشهور ورؤية الأهلة واختلافها بين البلدان الإسلامية ومحاولات للتقريب بين الرؤية البصرية للأهلة والحسابات الفلكية. وقد تضمنت فعاليات المؤتمر الذي نظمته جمعية الإمارات للفلك بالتعاون مع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة تحت عنوان "دور الفلك في المجتمع الإسلامي" الأسبوع الماضي بالمركز الوطني للوثائق والبحوث بمدينة أبوظبي العديد من أوراق البحث العلمية حول التقويم ومواعيد الصلاة في مختلف أنحاء العالم. ومن بين أوراق العمل المقدمة للمؤتمر ورقة بعنوان "الحسابات الفلكية في إثبات الشهور الهجرية" قدمها الدكتور مسلم شلتوت من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في جمهورية مصر العربية أشار خلالها إلى أن تقويم أم القرى ووسطية مكةالمكرمة للعالم العربي والإسلامي يمكن أن يكونا بداية لتقويم إسلامي هجري موحد على أن يأخذ في الاعتبار حساب أطوار القمر وبالذات الهلال الوليد على أساس الاقتران السطحي لمكةالمكرمة بدلا من الاقتران المركزي، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة دقة التقويم وتطابقه مع الرؤية الشرعية. وكشف رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المهندس محمد شوكت عودة في كلمته عن الصعوبات الكبيرة التي ستظهر خلال السنوات المقبلة بسبب بعض الإشكاليات المتعلقة بحساب مواقيت الصلاة في مناطق خطوط العرض العليا والتي ستزداد بشكل واضح بسبب حلول شهر رمضان المبارك في فصل الصيف مما يوجب على علماء الفلك فتح الباب للنقاش بشكل مستفيض حول تلك المشكلة للخروج بنتائج تخدم الأمة الإسلامية. وتساءل المهندس جمال الدين عبدالرازق من الجمعية الفلكية المغربية في ورقته بعنوان "التقويم الإسلامي" عن مستقبل التقويم الإسلامي والثوابت الثلاثة في الشرع حول حساب الشهور والسنين والعناصر الثلاثة المكونة لإشكالية ضبط الشهور القمرية عند المسلمين. وأشار إلى تأرجح مسألة ضبط الشهور القمرية عند المسلمين بين اعتماد رؤية الهلال واعتماد الحساب، واختلاف الفقهاء ما بين مؤيد للحساب ومعارض له، وتوقع ردم الفجوة وتقليص حجم الاختلاف بين الفلكيين بالنسبة لأصحاب الأنظمة الأحادية. وتحدث البروفيسور بالجامعة الأمريكية بالشارقة الدكتور نضال قسوم عن "التقويم الثنائي ومشكلة تعريف الشهر الإسلامي". وعرضت جلسة العمل الثانية التي جاءت بعنوان "تقنيات رصد الهلال" ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان "التقنيات والمشكلات المصاحبة لرصد الهلال النحيل بالتلسكوب"، والثانية "رصد الهلال باستخدام الكاميرا الإلكترونية"، والثالثة "استخدام التكنولوجيا للبث الحي لرصد الهلال عبر كاميرا الإنترنت". وفي جلسة العمل التي جاءت بعنوان "الهلال والتكنولوجيا والحلول" قدم المهندس قمر الدين محمد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة ببريطانيا بورقة عمل بعنوان "دور الاتصالات كوسيلة لتجميع ونشر المعلومات المتعلقة بتحري الهلال"، وقدم مهيب الله دراني ورقة عمل بعنوان "أدوات تكنولوجية وتحديات ومشاريع بحثية تساعد في تحري الهلال"، وقدم صالح الشيذاني الورقة الثالثة بعنوان "خيارات فلكية للفقهاء" عرض خلالها خيارات تحديد بداية الشهور المعروفة مجدولة حسب المعايير والميزات والنطاق وقابلية التطبيق ومحدودية التطابق بين التقويم الهجري المدني والتقويم الهجري المطبق. وفي جلسة بعنوان "مواقيت الصلاة" تمت مناقشة العديد من أوراق العمل التي جاءت تحت عناوين "إشكاليات فلكية وفقهية، حول تحديد مواقيت الصلاة" وتحديد موعد حلول الفجر الصادق في الأردن (مرحليا) تجربة رصدية، و"مواقيت العبادات في خطوط العرض الكبيرة" وطريقة فلكية جديدة لحساب مواقيت الصلاة والصيام حيثما اختفت العلامة". وجاء في جلسة "الفلك والتعليم" ورقة عمل بعنوان "دراسات الفلك الشرعي في معاهد الدراسات العليا في ماليزيا"، وقدمت سناء عبده من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك دراسة استقصائية لقياس درجة الوعي حول القمر والشهر الجديد والهلال والتي أظهرت نتائجها ضعف الوعي حول القمر والشهر الجديد والهلال بين الناس في مختلف القطاعات. وقدم مهند الحسيني ورقة عمل بعنوان تعريب البرمجيات الفلكية ومصادر المعلومات الإلكترونية الفلكية أشار خلالها إلى ظهور الحاجة إلى تعريب البرمجيات والمراجع الإلكترونية الفلكية مع وصول الحاسب الآلي لتكون هذه البرمجيات والمراجع الإلكترونية دليلا للعرب والمسلمين في تحديد الظواهر الفلكية. وقدمت رباب القديحي من جمعية الفلك بالقطيف بالمملكة العربية السعودية ورقة عمل بعنوان "علم الفلك في عيون الإعلام والمجتمع" وتناولت بسمة ذياب من المشروع الإسلامي لرصد الأهلة "دور الفضائيات والمنتديات في نشر الثقافة الفلكية"، واستعرض المهندس خليل قنصل من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في ورقته دور الجمعيات الفلكية العربية في تنمية الفلك في العالم العربي. وقدم الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الشيخ عبدالله المسند بحثا بعنوان "آلية حساب وقتي صلاة العشاء والفجر في فصل الصيف في المناطق الجغرافية المتطرفة مكانيا" تناول فيه ما تواجهه المناطق الجغرافية ذات الموقع الفلكي المتطرف التي تقع فوق خط عرض خمسين شمالا وجنوبا من مشكلة في تحديد وقتي صلاة العشاء والفجر في فصل الصيف عندما يطول النهار ويقصر الليل، حيث تظهر فيها مشكلة اتصال الشفقين (شفق الغروب بشفق الشروق) واتصال وقتي المغرب بالفجر وانعدام العلامة الفلكية الشرعية المحددة لدخول وقتي العشاء والفجر.