ضرب الشعب الفنزويلي باختياره للرئيس(المريض) هوغو تشافيز(Hugo Chávez)، الحاكم منذ العام 1999 رئيسا لفنزويلا لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، في انتخابات ديمقراطية نزيهة، وصعبة لم يحصل فيها إلا على 42ر54 بالمئة ، ضرب مثالاً واضحاً في أن قناعة الشعب بقيادته، مهما حكم عليها قوى سياسية خارجية، هي التي تعطي تلك القيادة الشرعية للحكم. والرئيس الفنزويلي يُعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. ومرضه كان معلوماً لشعبه منذ البداية، فقد أعلن بنفسه في خطاب متلفز في الثلاثين من يونيو عام 2011، صور في هافانا في كوبا، أنه في فترة نقاهة بعد عملية جراحية قام بها في العاشر من يونيو من أجل بتر ورم سرطاني أصابه. ويمكن أن يعكس فوز تشافيز ما يلي: على الصعيد الداخلي، شكل ضربة جديدة لقوى المعارضة المرتبطة بواشنطن والساعية لإسقاط حكم الرئيس شافيز، ففوزه يشير إلى تقدم شعبيته وتمسك غالبية الفنزويليين ببرنامجه، ورفضاً للنهج المعادي للبلاد الذي يريد ربطها وارتهانها بقوى خارجية،وهو سيهمش المعارضة، وقد يؤدي إلى تأجيج الصراع بين قواها وصفوفها . أما على الصعيد الدولي، فنجاح الرئيس تشافيز شكل ضربة قاسية للولايات المتحدة التي حاولت أن تصفي الثورة البوليفارية عبر استعمال كل الوسائل الضرورية و التركيز على تحريك القوى الداخلية. فواشنطن غير راضية عن شافيز لعدة أسباب، منها علاقته الخاصة بالرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وموقفه من إسرائيل, وانتقاده قصف أميركا لأفغانستان في حربها ضد طالبان والقاعدة، والتزامه الحياد في حرب النظام الكولومبي ضد الثوار الشيوعيين. وقد حاولت استغلال مرضه لإضعاف التأييد الشعبي الكاسح الذي يحظي به تشافيز. رغم ذلك لم تتردد واشنطن في تهنئة الرئيس الفنزويلي بفوزه بالرئاسة. فرغم خلافات البيت الأبيض مع هذا الاخير، إلا أن المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما أعلن أمام الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "لدينا خلافات مع الرئيس تشافيز ... لكننا نهنىء الفنزويليين"، كما اعترف ايضا بالعملية الانتخابية"السلمية". نتائج الانتخابات الفنزويلية تبعث برسالة واضحة للعالم وهي: لا بأس أن يحكم البلاد حاكم غير مرتبط بأجندة خارجية يُحبه الشعب لأنه يُحقق مطامحهم وآمالهم، ويقودهم نحو الإصلاح والتنمية فهو خير من حاكم يستضعف شعبه، ويُنزل بهم الثبور وعظائم الأمور!كما أن حاكماً يرضى عنه الناس هو أقرب للناس من حاكم ترضى عنه قوى خارجية، مهما بلغت هذه القوى من تأثير ونفوذ عالمي.فقد نجح تشافيز مرة جديدة بدعم الطبقات الشعبية التي تمثل غالبية شعب فنزويلا البالغ عدده 28,9 مليون نسمة، ولا سيما بفضل البرامج الاجتماعية العديدة التي اقرتها حكومته. أما المغزى النهائي وراء التجربة الفنزويلية فهي: أن الخيار الديمقراطي هو خيار الشعوب الواعية .. فصندوق الانتخابات الذي شهد نسبة مشاركة تاريخية بلغت 80,94% لا يكذب"! o نافذة صغيرة: [اليوم نبدأ دورة جديدة للحكومة نلتزم فيها بتلبية احتياجات الناس بفعالية أكبر..أعدكم بأنني سأكون رئيسا أفضل.]هوغو تشافيز [email protected]. [email protected]