شكا عدد من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة من كثرة غياب عدد من أعضاء هيئة التدريس عن إلقاء المحاضرات لانشغالهم بحضور اجتماعات اللجان والحصول على ما أسموه ب «مكافأة حضور لجنة»، مما أثر بالسلب على التحصيل التعليمي حسب قول الطلاب، وقال بعض الطلاب: إنهم حاولوا رفع شكواهم لمدير الجامعة ولكنهم فشلوا في الوصول إلى ذلك. من جانبه استغرب المتحدث الرسمي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي شكوى الطلاب ووصفها بغير المنطقية، مؤكدا ان اجتماعات اللجان تتم في الثانية عشرة ظهر أيام الاربعاء من كل اسبوع. وقال الدكتور سعود كاتب رئيس قسم الاتصال ونائب رئيس المركز الاعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز: جميع اعضاء هيئة التدريس ليسوا اعضاء في اللجان التي يراعى فيها قدر الامكان عدم معارضتها لمواعيد المحاضرات، ولهذا من الضروري على كل استاذ التعويض عن المحاضرة واشعار الدارسين عن غيابه، وهو امر محدود جدا ويتم في نطاق ضيق للغاية، وفي اعتقادي أن هذا القول «غير دقيق» وليس هناك مواعيد للجان تتم في اوقات المحاضرات بشكل دائم، ومن المهم الافتراض في أعضاء هيئة التدريس الامانة والثقة والحرص على مصلحة الطلاب قبل الحرص على حضور اي لجنة يتم التكليف بحضورها سواء من قبل رئيس القسم او ادارة الجامعة. قول مردود وقال أ. د. سالم بن أحمد سحاب - قسم الرياضيات بجامعة الملك عبدالعزيز - ان من يغيب عن اداء الرسالة التعليمية والقاء المحاضرات للطلاب من أجل حضور اجتماعات اللجان عليه مخافة الله عز وجل، مشيرا إلى أن هذه المشكلة التي ادلى بها بعض الطلاب غير صحيحة، وهي مثل الطالب الذي يتعذر بين الحين والآخر بوفاة ابيه او احد اقاربة لتبرير غيابه، وفي كل الاحوال هذا السلوك لو كان صحيحا فلا ينبغي أن يحدث اطلاقا ومن المفترض أن حضور اجتماعات اللجان لا يؤثر بأي حال من الاحوال على المسيرة التعليمية. ذات شجون من جهته قال الدكتور علي عشقي استاذ البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز: هذه المشكلة «ذات شجون»، لافتا إلى أن مستوى الاداء التعليمي في معظم الجامعات لا يرقى إلى مستوى الطموح او المأمول منه، وأبان أن مخافة الله اولا وأخيرا هي الرادع ومن الاهمية أن يلتزم الدكتور بالرسالة الاساسية التي يضطلع بها وهي التعليم قبل أي تكليف خارج عن هذا الاطار المهم، ولفت إلى أن عددا من المنخرطين في السلك التعليمي في الجامعة قادمون من الجامعات «الطرفية» والتي تتميز بضعف مستوى الاكاديميين بها، ملمحا إلى أن بعضهم لا يعرف التحدث بالانجليزية وليس لديه ادنى معرفة وعلم بقداسة التعليم في الجامعة واداء الرسالة السامية للتعليم. اتهام غير منطقي من جهته قال المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي: هذا الكلام غير «معقول» مطلقا ولا يشكل «ظاهرة» في جامعة الملك عبدالعزيز، لافتا إلى أن من ينطبق عليه هذا القول من أعضاء هيئة التدريس لا بد أن يخضع لدراسة ووقفة، بحيث يتم التخفيف عنه في نصاب المحاضرات، ولفت الى أن معظم اوقات انعقاد اللجان تتم في الساعة الثانية عشرة ظهر أيام الاربعاء من كل أسبوع دراسي، وهذا اليوم (الاربعاء) لا تقام فيه الكثير من المحاضرات، وقال الدكتور شارع: ان اللجان وضعت من أجل التطوير التعليمي ومناقشة العديد من المشروعات العلمية والتي تسخر جميعها من أجل الطالب اولا واخيرا، وعدد من أعضاء هيئة التدريس يعتذرون عن عدم حضور اللجان بسبب تعارضها وتداخلها مع مواعيد المحاضرات، وهذا الاعتذار يحظى بالقبول في اغلب الاحيان، وتساءل كيف تدار الاعمال في الكليات المختلفة في الجامعة الا بوجود تلك اللجان التي تهدف إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي في الجامعة.