اتهمت دمشق أمس أنقرة بالقيام بتصرف «معاد ومستهجن» إثر اعتراض مقاتلات تركية طائرة سورية مدنية وإجبارها على الهبوط في أنقرة للاشتباه بأنها تنقل أسلحة، مطالبة إياها بإعادة محتويات الطائرة التي قامت بمصادرتها. فيما ذكرت مصادر إخبارية أن المعارضين المسلحين سيطروا على ممر يمتد نحو 5 كيلو مترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها أيضا، وتشكل معرة النعمان ممرًا إجباريًا لتعزيزات الجيش المتجهة إلى حلب، والتي تشهد معركة حاسمة منذ 3 أشهر، وقد جرت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشة طوال ليل أمس وأمس الأول في قطاع الطريق السريع الذي استولى عليه المعارضون في محيط شرق معرة النعمان. وقال ضابط من المنشقين «العقيد أكرم صالح» إن الجيش حاول استعادة السيطرة لكن العسكريين تمكنوا من صده». ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية اعتراض الطائرة السورية وإجبارها على الهبوط في أنقرة بأنه «تصرف معاد ومستهجن»، معتبرًا أنه «مؤشر إضافي على السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة أردوغان». وأشار البيان إلى أن هذا التصرف يضاف إلى ما تقوم به أنقرة «من تدريب وإيواء وتسهيل تسلل وقصف مدفعي للأراضي السورية». وطالبت الحكومة السورية السلطات التركية «بإعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة». وأوضحت الخارجية في بيانها أن «كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة أصولًا على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة»، مؤكدًا أنها لا تحمل «أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة». من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عقد اجتماع الأحد القادم في لكسمبورغ بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال 27 ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف لبحث الأزمة السورية وسبل تنسيق الموقف بين الطرفين لبلورة مخرج لها. فيما أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة كانت مقررة إلى تركيا، حسبما أكد متحدث باسمه دون تحديد السبب. وقال ديمتري بيسكوف إن «الزيارة أرجئت وسيتم الاتفاق على المواعيد»، مضيفًا أن «الزيارة ستحصل». وبحسب وسائل إعلام روسية وتركية فإن الزيارة كانت مقررة في 15 أكتوبر، ورفض بيسكوف تحديد الموعد الجديد لتلك الزيارة، كما رفض التعليق على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة أرجئت بسبب الوضع في سوريا والتوترات المحيطة به، وكانت وزارة الخارجية الروسية قد طالبت تركيا في وقت سابق أمس بتوضيحات حول اعتراض طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو، وقالت «إن أنقرة عرضت حياة الركاب للخطر بإجبار الطائرة على الهبوط في العاصمة التركية».