هاجم الثوار قاعدة للجيش السوري قرب الطريق السريع الرئيسي في شمال البلاد أمس وتمكنوا من تعزيز سيطرتهم على خط إمداد حلب بعد السيطرة على بلدة معرة النعمان الاستراتيجية في المنطقة، فيما أثارت الطائرة السورية التي أجبرتها تركيا على الهبوط في أنقرة جدلا واسعا بين روسيا وسورية من جهة والسلطات التركية من جهة أخرى، حول حمولتها، مما دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إلغاء زيارته المقررة إلى أنقرة منتصف أكتوبر، فيما أكدت تركيا أن الزيارة ستتم في 3 ديسمبر المقبل. وقال مقاتلو المعارضة إنهم استخدموا دبابة واحدة على الأقل استولوا عليها من الجيش وقذائف صاروخية وقذائف مورتر لضرب قاعدة وادي الضيف التي تبعد ثلاثة كيلومترات إلى الشرق من معرة النعمان. وقال الناشط محمد كنعان "مقاتلو المعارضة يهاجمون وادي الضيف منذ أول من أمس لكن الجيش ما زال يقصف معرة النعمان منها". وقتل 30 من مقاتلي المعارضة وعشرات من القوات الموالية للاسد أول من أمس في معركة جنوبي معرة النعمان حيث قالت مصادر المعارضة إن مقاتليها تصدوا لمحاولة من الجيش السوري لاستعادة البلدة التي تقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى تركيا. ويوجد في وسط البلدة التي تقع بين الصحراء والجبال، مجمعات أمن ومخابرات تشبه القلعة في تحصيناتها. وقالت مصادر المعارضة إن سقوط معرة النعمان أضعف خطوط إمداد الجيش إلى حلب. كما شن الجيش السوري الحر هجوما على عدد من الحواجز العسكرية التابعة للجيش السوري على طريق دمشق درعا الدولي في حي القدم بمحافظة دمشق. وذكر المرصد السوري في بيان أن الاشتباكات تواصلت في عدد من المناطق وأسفرت عن مقتل عناصر من القوات السورية. وبين المرصد أن بلدة قلعة الحصن بريف حمص تتعرض للقصف من قبل القوات السورية مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في حين تدور اشتباكات بين الجيشين على مدخل البلدة الجنوبي. من جانب آخر تفاعلت قضية طائرة الركاب السورية التي اعترضتها تركيا بينما كانت في رحلة بين موسكوودمشق وأجبرتها على الهبوط في أنقرة للتحقق من "شحنة مشبوهة"، في إجراء اعتبرته دمشق "سلوكا عدائيا". وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، أن الطائرة التي تم اعتراضها كانت تنقل "ذخيرة" ومعدات عسكرية إلى دمشق. وقال إردوغان في خطاب متلفز: إن حمولة الطائرة الإيرباص 320 كانت تشمل "معدات وذخيرة مرسلة إلى وزارة الدفاع السورية"، من مصنع روسي لإنتاج العتاد العسكري. وأوضح إردوغان أن المعدات التي صادرتها تركيا من الطائرة خلال هذا التوقف القسري ما زالت تخضع لفحص دقيق من قبل السلطات التركية المختصة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن روسيا "تطالب السلطات التركية بتوضيحات لمبررات مثل هذا التصرف حيال مواطنين روس"، مؤكدة أن اعتراض الطائرة من قبل مقاتلات تركية "عرض للخطر الركاب وبينهم 17 مواطنا روسيا". إلى ذلك أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة مقررة إلى تركيا منتصف أكتوبر. وأعلن متحدث باسم بوتين إرجاء الزيارة بدون تحديد السبب أو ذكر موعد جديد للزيارة. وقال ديمتري بيسكوف إن الزيارة "أرجئت وسيتم الاتفاق على المواعيد"، لكن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أعلن أن الرئيس الروسي سيزور تركيا في الثالث من ديسمبر المقبل.