تعتبر العرضة الجنوبية من أبرز الألوان الشعبية التي يهتم بها أبناء منطقة الباحة ، ولازال هناك خمسة من كبار السن يتقدمون العرضة في الحفلات الرسمية والمناسبات حاملين بنادق تسمى «المقمع »، و«الفتيل». ويدخل هؤلاء إلى وسط العرضة بتناسق معين على وقع قرع الزير فيطلقون «الفتيل» - وهو مشابه للرصاص الحي - باتجاه السماء في وقت واحد، ليعطي حماسا شديدا للعرضة وللجمهور . ويشير عبدالرحمن قزعة احد المهتمين بالمقمع الى رقصات قديمة مثل رقصات الحرب يستعرض فيها الراقص مهارته في الوثب وحركة الإيماء القتالي بالسيف والميلان مع التوافق الزمني لحركة الرجل مع الإيقاع المسموع، ومنها رقصة الختان، ورقصات قديمة تعبر عن عقد الصلح بين القبائل . ويضيف انه منذ صغره وهو يعشق حمل البندقية في العرضة الشعبية ، ويتواجد في كل عرضة بالمقمع . ومع المناسبات الوطنية والحفلات اصبح لنا تواجد كبير فى ظل الحضور الذى يتطلع الى رؤية رمي البندق في الهواء واطلاق البارود ويتخلل المدقال بعض اللمحات الفنية الجميلة من بعض الرجال المهرة برمي البندقية إلى أعلى بضعة أمتار، ثم استقبالها بيد واحدة ومن ثم يتقابل المزقفة أو الملمية ويتم الرمي ويكون اتجاه الأسلحة للأعلى حتى لا يصاب احد بنيرانها ومن بعدها الخروج بشكل منظم جميل من الميدان. وفي نهاية فقرة المدقال يتم عمل حلقة بميدان الحفل من جميع العراضة الذى يطلقون في توقيت واحد إيذانا بختام المدقال والدخول في لون العرضة . يقول سعيد الزهراني كان للفتيل والمقمع حضور قوي في الماضي.. اما في الوقت الحاضر فلابد من اخذ الاذن من الجهات الرسمية . ويقول يحيي اللساب من المشهورين برمي المقمع ان منطقة الباحة تعد موطن التراث والأصالة بما تحتويه من تراث وفنون شعبية أسهمت في بروزها بين المناطق، وقد رسمت طريقها الفني بخطى ثابتة ممّا جعلها من أوائل المناطق التي تعتز بتراثها الشعبي. والمقمع يستخدم في الوقت الحاضر لإحياء الحفلات الشعبية فقط وذخيرة المقمع تعتمد على البارود الأسود المسحوق ويوجد لها رصاص في حالة استخدامها لرمي الأهداف . ويقول : نعاني في الحفلات من وجود الناس داخل الميدان مما يؤثر علينا في رمي البندق و نسعى جاهدين الى منعهم من الاقتراب لكي يكون بيننا تنسيق في اطلاق البارود دفعة واحدة. ويقول عبدالله الزهراني عندما تبدأ العرضة ويصطف العراضة في الميدان يبدأ المدقال على صوت الزير حيث يدخل مجموعة من الرجال حاملي البنادق ويقفون طابورا في تنظيم منسق ويتفننون في الرمي بالفتيل و يرمون البنادق في السماء وكل شخص ترتفع بندقيته في الهواء على حسب قوته وخبرته في الرمي ولا يقوم بهذا العمل إلا متمكن ومتدرب حتى لاتسقط في الارض.