تجمع» العرضة» وظيفتين متناقضتين، فرغم أنها «رقصة للحرب»، ونوع من الاستعراض العسكري، إلا أنها في الوقت نفسه ميدان للتصافي والإصلاح فرديا وجماعيا. و يذكر خالد الجمالي أن العرضة من أشهر أنواع الفلكلور، ويبين أن» العرضة الشهرية» مشهورة على مستوى الجنوب، وهي عرضة رجال الحجر وبني شهر، ولها طابع مميز، ويؤديها كافة أفراد القبيلة في مناسبات القبيلة السارة، ويمكن أن يضم الصف الواحد من ستين إلى 300 رجل، يتقدمهم الكبار، وتبدأ عادة ب»المدقال»، وتعني السير في طابور شبه عسكري على إيقاع» الأزلاف» و»الزير»، خطوة إلى أعلى، ثم إلى أسفل على باطن القدم، ويكون الصدر والرأس مرفوعين، وترفع البندقية باليد اليمنى مثل بنادق » المقاميع» و» الفتايل». ثم تبدأ العرضة، ويأتي دور الشعراء، الذين ينتقون بعناية، فقد كان الشاعر قديما المتحدث الرسمي باسم القبيلة، فيشعل حربا ويخمد أخرى بأبياته. وتنفرد» العرضة» بكونها اللوحة الشعبية الوحيدة التي تتيح حمل»البنادق» من قبل مؤديها، حيث يبرز التفاخر باقتنائها، ويسمح بإطلاق بعض الأعيرة خلال» العرضة» كتعبير عن استقرار الوضع، أما في الوقت الحالي، فإن» البنادق» تكون طرُزها قديمة جدا، مثل» الفتيل» و» المقمع»، تم تحديثها من الخارج للحفاظ على طابع» العرضة» الأساسي، من خلال حملها وإطلاق جرامات من البارود، لإصدار أصوات تضفي على الحفل بعض البهجة، كما أن من أهم مميزات العرضة، كونها اللون الوحيد تقريبا الذي يتميز بنوعية خاصة من الشعر،حيث تتمحور القصائد حول التغني بالأمجاد لبث الحماس، وتبادل المدح، ولا يجوز فيها بتاتاً تعاطي الغزل.